تداولت عدة تقارير إعلامية في الأيام الأخيرة أخباراً تفيد بأن السلطات الإسبانية قامت بإنزال علمها من جزيرتي “تيرّا” و”مار” الصخريتين الواقعتين قبالة السواحل المغربية بالقرب من مدينة الحسيمة، بعد أكثر من عشرين عاماً على رفعه، ما أثار موجة من الجدل والتوترات الدبلوماسية بين البلدين. غير أن هذه الروايات قوبلت بنفي قاطع من قبل اللواء المتقاعد رافائيل دافيلا ألفاريز، الذي وصف تلك الأنباء بـ”المغرضة والبعيدة عن الحقيقة”، مؤكداً استناداً إلى مصادر موثوقة أن العلم القماشي لم يُرفع أصلاً على هاتين الجزيرتين بسبب الظروف الجوية القاسية التي تحول دون ثبات أي علم.
وأوضح اللواء الإسباني أن السلطات الإسبانية لجأت إلى تثبيت منصات خرسانية مطلية بألوان العلم الإسباني بدلاً من الأعلام التقليدية، وهذه المنشآت تظهر بوضوح من خليج الحسيمة. وأضاف أن هذه المنصات موجودة منذ نحو خمس سنوات ولم تشهد أي تغييرات أو إزالات، كما أن الجزيرتين تخضعان لمراقبة عسكرية مشددة تشمل أسلاكاً شائكة ولافتات تحذر من الاقتراب، إلى جانب دوريات دورية تتم عبر قوارب مطاطية لضمان الأمن ومنع أي محاولات تسلل.
في ضوء ذلك، يؤكد المصدر العسكري أن الأخبار المتداولة حول إنزال العلم من الجزيرتين هي أخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، وأن الوضع على الأرض لم يتغير، مع استمرار السيطرة والإشراف الإسبانيين على الجزيرتين كما كان عليه الحال سابقاً، مما ينفي أي فرضيات عن تراجع أو تنازل إسباني في هذه المواقع الحساسة.
