أكد عمدة برلين، كاي فيغنر، أن التوجه نحو تشديد سياسة الهجرة في ألمانيا بدأ يؤتي ثماره، مشيرًا إلى أن تدفق اللاجئين إلى العاصمة يشهد تراجعًا ملموسًا. واعتبر فيغنر، المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، أن هذا التحول الإيجابي يخفف من الأعباء التي كانت تثقل كاهل البلديات والولايات، لاسيما في مجالات الإيواء والاندماج. كما لفت إلى أن عدد المغادرين من المدينة، سواء بالترحيل أو طواعية، يفوق عدد الوافدين الجدد، ما أتاح توفير حوالي 6 آلاف سرير شاغر داخل مراكز الإيواء المخصصة.
وأشار فيغنر إلى أن هذا الانخفاض الملحوظ في أعداد اللاجئين يمنح برلين متنفسًا ماليًا ولوجستيًا لتعزيز جهود إدماج من يملكون الحق القانوني في البقاء، داعيًا الحكومة الفيدرالية إلى مواصلة هذا النهج بصرامة. كما شدد على أهمية اتفاق أوروبي موحد بشأن اللجوء، مع تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد لتقليل الحاجة إلى الرقابة على الحدود الداخلية، ومنها الحدود الألمانية.
وعلى مستوى الأرقام، استقبلت برلين في عام 2023 نحو 32 ألف لاجئ، بينهم أكثر من 15 ألفًا من أوكرانيا، فيما تراجع الرقم إلى حوالي 21 ألفًا خلال عام 2024، ليسجل النصف الأول من 2025 فقط 6089 وافدًا جديدًا. ورغم تضاعف نفقات الإيواء والدعم لتصل إلى 2.24 مليار يورو في ثلاث سنوات، لم تلجأ حكومة الولاية بعد إلى تفعيل خيار إعلان حالة الطوارئ المالية. غير أن فيغنر لم يستبعد اللجوء إلى هذا الخيار مستقبلًا، إذا دعت الحاجة إلى تمويلات استثنائية عبر ما يُعرف بـ”قروض الطوارئ”.
05/08/2025