kawalisrif@hotmail.com

خلاف سياسي بين مدريد والرباط حول معايير اختيار مدرسي العربية لأطفال المهاجرين

خلاف سياسي بين مدريد والرباط حول معايير اختيار مدرسي العربية لأطفال المهاجرين

قررت حكومة إقليم مدريد، التي تترأسها إيزابيل دياز أيوسو، وقف العمل ببرنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية داخل مؤسسات التعليم العمومي، وذلك ابتداءً من الموسم الدراسي 2025/2026. هذا القرار، الذي أثار ردود فعل متباينة بين الحكومة المركزية والمعارضة، جاء بعد ثلاثين عاماً من العمل بهذا البرنامج الذي انطلق سنة 1994 بموجب اتفاق بين المغرب وإسبانيا، ويهدف إلى دعم أبناء الجالية المغربية في الحفاظ على لغتهم الأم وهويتهم الثقافية.

السلطات التعليمية في مدريد بررت انسحابها من الاتفاق بما وصفته بـ”غياب الشفافية وضعف الرقابة” على مضمون البرنامج وآليات تنفيذه. وأشارت إلى أن الأساتذة المغاربة الذين يتم إرسالهم إلى المدارس الإسبانية يتم اختيارهم من طرف الرباط “دون معايير واضحة، سوى كونهم موظفين حكوميين”، كما لا يُعرف مدى إلمامهم باللغة الإسبانية أو تأهيلهم التربوي. كما أثارت السلطات المحلية مسألة غياب المراقبة على المحتويات التعليمية المقدمة للطلاب، وعدم التأكد من التزامها بالإطار المرجعي الموضوع للبرنامج.

وفي خضم هذا الجدل، اتهم ممثل الحكومة المركزية في مدريد، فرانسيسكو مارتين، حكومة الإقليم بالخضوع لما وصفه بـ”إملاءات اليمين المتطرف”، في إشارة إلى حزب فوكس الذي كان قد دعا سابقاً إلى إلغاء البرنامج، معتبراً أنه يعزز الانعزال الثقافي ولا يخدم إدماج الأطفال من أصول مغربية. أما حكومة مدريد، فشددت على أن قرارها ليس سياسياً أو أيديولوجياً، بل نابع من “اعتبارات تنظيمية وتربوية”، في وقت يرى فيه معارضو القرار أنه خطوة تعكس توجهاً إقصائياً قد ينعكس سلباً على مئات التلاميذ من أبناء الجالية المغربية في إسبانيا.

07/08/2025

Related Posts