أعرب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرشيدية عن بالغ قلقه إزاء الأوضاع التي يواجهها عدد من شباب الجنوب الشرقي الذين اختاروا الهجرة إلى الجزائر بحثاً عن فرص أفضل في ظل تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وأوضح الفرع الحقوقي أن عدة عائلات لجأت إلى الجمعية طالبين الدعم بعد تعرض أبنائهم للاعتقال أو الاختفاء الغامض في الأراضي الجزائرية، مشيراً إلى أن مراسلات الجمعية مع وزارة الشؤون الخارجية لم تلق أي رد، ما يعكس تجاهلاً واضحاً لمعاناة هؤلاء الضحايا.
وأكدت الجمعية أن دوافع هذه الهجرة تعود بالأساس إلى الأوضاع الصعبة التي يعانيها الشباب من ارتفاع الأسعار المتواصل، وانتشار البطالة، والتهميش الاجتماعي، إلى جانب ما وصفته بـ”الهجوم على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”. ولفت البيان إلى أن الاعتقال والمحاكمات التي طالت بعض هؤلاء الشباب بتهم ملفقة، مثل تكوين شبكات للهجرة، تجرى في ظل غياب ضمانات المحاكمة العادلة، وهو ما يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، خاصة مع انقطاع الأخبار عن بعض المعتقلين وغياب تواصلهم مع ذويهم.
واعتبرت الجمعية أن الهجرة ليست جريمة، بل هي تعبير عن سعي الإنسان إلى حياة كريمة، داعية إلى التعامل مع هذه الملفات من منظور حقوقي وإنساني بعيداً عن الطابع الأمني فقط. وحملت الجمعية وزارة الخارجية المغربية مسؤولية تقاعسها في التدخل الدبلوماسي، ودعت الجزائر إلى احترام حقوق هؤلاء الشباب في الهجرة والمحاكمة العادلة، مطالبة المغرب بتحمل مسؤولياته في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشباب الجنوب الشرقي، والعمل على محاربة مظاهر التهميش والإقصاء التي تعاني منها المنطقة.
09/08/2025