أعلنت وزارة الداخلية السورية، الاثنين، عن التزامها بمحاكمة المسؤولين عن قتل رجل أعزل داخل مستشفى السويداء الرئيسي، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو يوثق إطلاق مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا النار عليه بشكل مباشر. وشهدت المحافظة خلال يوليوز اشتباكات دامية طائفية أودت بحياة أكثر من 1600 شخص، أغلبهم من المدنيين الدروز، تخللتها انتهاكات جسيمة وعمليات إعدام ميدانية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكدت الوزارة في بيانها إدانتها الشديدة لهذا الفعل ووعدت بتحريك المتورطين إلى القضاء بغض النظر عن انتماءاتهم.
ويُظهر الفيديو الذي نشره موقع “السويداء 24” والمرصد السوري، لقطات من كاميرا مراقبة داخل المستشفى تظهر مسلحين يرتدون زي الطواقم الطبية وجاثين في ممرّ المستشفى، أمامهم خمسة مسلحين بزي عسكري وعنصر سادس يحمل شعار “قيادة الأمن الداخلي”، حيث أقدم اثنان منهم على إطلاق النار على رجل عُرف بأنه مهندس ومتطوع مع الكوادر الطبية، ثم جرى سحب جثته، ما وصفه المرصد بأنه “إعدام ميداني مروّع” نفذه عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية. وفي سياق متصل، كلّفت وزارة الداخلية اللواء عبد القادر الطحان بالإشراف المباشر على التحقيق لضمان إلقاء القبض على الجناة سريعًا، فيما أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات أن قتل المدنيين والعاملين في المجال الإنساني أمر غير مقبول ويجب محاسبة المتورطين.
تأتي هذه التطورات في ظل توتر مستمر في محافظة السويداء رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 20 يوليوز، وسط اتهامات متبادلة بين الفصائل المحلية والحكومة بانتهاك حقوق المدنيين وتدمير الممتلكات، الأمر الذي أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. وبينما شكلت وزارة العدل لجنة تحقيق لإنهاء ملف الأحداث خلال ثلاثة أشهر، يطالب ناشطون ومرجعيات درزية بتحقيق دولي مستقل، مشيرين إلى أن الفيديو الأخير يثبت ارتكاب جريمة حرب تستوجب تدخل لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة فورًا، في ظل استمرار الحصار والصعوبات التي تواجه وصول المساعدات إلى المنطقة.
11/08/2025
