في تطوّر مثير لقضية الحريق الغابوي الضخم الذي يلتهم منذ ظهر الثلاثاء مساحات شاسعة من غابة “كرانخا” بإقليم شفشاون، علمت “كواليس الريف” من مصادر مطلعة أن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتطوان أمر، مساء الثلاثاء، بوضع شخص رهن الحراسة النظرية لدى مصالح الدرك الملكي، على خلفية الاشتباه في تورطه المباشر في اندلاع الكارثة البيئية.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن تحرّيات دقيقة وتحقيقات ميدانية لعناصر الدرك الملكي بالقيادة الجهوية في تطوان، مدعومة بعمليات مسح تقني متقدّمة، قادت إلى تحديد هوية المشتبه فيه وإلقاء القبض عليه في وقت قياسي. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المعني بالأمر أقدم على إشعال النار في كمية من الأزبال دون اتخاذ أي احتياطات، قبل أن تمتد النيران خارج نطاق السيطرة، مستغلة قوة الرياح لتحوّل المكان إلى جحيم ملتهب.
النيران، التي ما زالت حتى اللحظة تلتهم الغطاء الغابوي بسرعة جنونية، دفعت السلطات المحلية والأجهزة الأمنية إلى استنفار غير مسبوق، حيث تواصل فرق الإطفاء، بمؤازرة طائرتين “كنادير” تابعتين للقوات الجوية الملكية، معركة شاقة للسيطرة على ألسنة اللهب وسط تضاريس وعرة وظروف مناخية معاكسة.
ومن المرتقب إحالة المشتبه فيه على النيابة العامة فور استكمال الأبحاث، لمواجهته بتهم ثقيلة بالنظر إلى الخسائر البيئية والمادية الفادحة التي خلّفها الحريق، والذي لا يزال حتى الآن يحوّل أجزاء من غابة “كرانخا” إلى رماد.
13/08/2025