شهدت قمة الأحزاب السياسية الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الغانية أكرا، أمس الثلاثاء، واقعة مثيرة تمثلت في اقحام النظام الجزائري، عبر أحزابه الموالية، قياديا في الجبهة الانفصالية ضمن الوفد الجزائري. فقد ظهر عبد القادر الطالب عمر، المسمى “وزير التعليم” في ما يسمى حكومة البوليساريو وسفيرها السابق لدى الجزائر، متسللا وسط الوفد الجزائري، مع يافطة ذات تصميم مختلف تماما عن باقي المشاركين، مما كشف محاولة الالتفاف على القواعد الرسمية للمؤتمر وأبرز التفاوت الواضح في المشهد.
وتعكس الصور المنشورة من قبل الأحزاب الجزائرية المشاركة، بينما تجنبت وكالة الأنباء الصحراوية نشرها، مدى هشاشة محاولات الانفصاليين اختراق المنصات الرسمية، مؤكدة أن المسرح الإفريقي لم يعد يحتمل حضور كيانات وهمية بلا أرض أو سيادة، حتى في محاولات التسلل المتقنة. وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان محاولات سابقة مماثلة، أبرزها تسلل قيادي للبوليساريو إلى قمة تيكاد الثامنة في طوكيو مستعملا جواز سفر جزائري، قبل أن يتم إفشال محاولته بفضل تدخل الوفد المغربي والخارجية اليابانية.
وتستمر الجبهة الانفصالية، بدعم جزائري، في ابتكار أساليب التسلل إلى الفعاليات الإفريقية والدولية لاستعراض انتصارات وهمية أمام المحتجزين في تندوف، إلا أن هذه المحاولات تصطدم دائما بجدار الواقع الذي رسخه المغرب في صحرائه، لتظل مجرد فقاعات سياسية تكشف صبيانية أساليب الأطراف الداعمة للكيان الوهمي، وتزيد من عزلة هذا الأخير وتآكل مصداقية الجزائر في المحافل القارية والدولية.
