اختتمت بمدينة فاس، يوم أمس الأربعاء، أشغال الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتصوف، الذي نظم على مدى يومين تحت شعار “منهج التزكية.. بناء للإنسان وحماية للأوطان”، بمبادرة من المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية، وبمشاركة أكثر من 400 شخصية من نحو 30 دولة. وقد شكل المؤتمر منصة حوارية لتبادل الرؤى حول دور التصوف في ترسيخ القيم الإنسانية والروحية في زمن التحولات المتسارعة.
وتناولت النقاشات محاور متعددة ركزت على التصوف كرافعة لتعزيز المواطنة وتحقيق التوازن بين الأبعاد الروحية والمادية، فضلاً عن دوره في التنمية الحضارية والاجتماعية. كما تناولت المداخلات إسهامات المرأة في التصوف تاريخياً ومعاصراً، والدور الاجتماعي والاقتصادي الذي تضطلع به الزوايا في النسيج المحلي، ما أبرز تنوع الفاعلين وعمق أثرهم في المجتمعات.
وأسفر المؤتمر عن مجموعة توصيات، أبرزها تعزيز السلام العالمي عبر نشر منهج التزكية، وتأسيس اتحاد عالمي لأهل التربية والسلوك يضم الطرق والأكاديميات الصوفية، وإدراج علم التزكية في المناهج التعليمية. كما دعت التوصيات إلى تجديد مناهج التربية الصوفية لمواكبة تحديات العصر، وتصحيح الممارسات المنحرفة، وتعزيز دور التصوف في حماية الأوطان ودعم مسارات التنمية. واختتمت الجلسة بتكريم شخصيات صوفية مغربية ودولية، مع إبراز تجارب نسائية ساهمت في نشر قيم السلم عبر العمل الصوفي.
14/08/2025