kawalisrif@hotmail.com

بركان :  “بسبب الأطماع”  الزاوية البوتشيشية قريبة من التفكك والإنهيار !

بركان : “بسبب الأطماع” الزاوية البوتشيشية قريبة من التفكك والإنهيار !

في الإرث الإسلامي قاعدة أصولية تقول: “من تعجل بالشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه”. قاعدة يبدو أن القدر قرر تطبيقها بحذافيرها على الزاوية البوتشيشية بالمغرب، وهي تعيش اليوم واحدة من أعنف عواصفها الداخلية منذ نشأتها، بعد رحيل شيخها جمال الدين القادري.

تاريخيًا، كانت الزوايا الصوفية الكبيرة تحظى برعاية ملوكية خاصة، و”ظهائر توقير” تضمن لها المكانة والشرعية، والطريقة البوتشيشية كانت إحدى المدللات لدى القصر. حتى إن الملك محمد السادس استقبل الشيخ جمال الدين شخصيًا عقب وفاة والده الشيخ حمزة، ووفد رسمي رفيع من الديوان الملكي، يتقدمه فؤاد عالي الهمة، قدّم التعازي.

لكن هذه المرة؟ صمت مريب. لا استقبال ملكي، لا وفد رسمي، ولا حتى مكالمة مجاملة. الوريث المفترض، منير بودشيش، انتظر الهاتف الذي لم يرن. فجأة، بيان منسوب للراحل يعلن تنازله عن المشيخة لصالح شقيقه معاذ! صدمة أربكت المريدين، وأربكت منير نفسه، الذي اختفى عن الرد على اتصالات الصحفيين، تاركًا الساحة لرابطة الشرفاء البوتشيشيين لتكذيب “البيان” ونعته بالمغرض.

داخل الزاوية بمذاغ، هتفت المريدات والفقراء بشعارات وفاء لمنير، في مشهد أقرب لمسرح سياسي منه لطقس صوفي، يذكّر بلحظة درامية في مؤتمر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حين أعلن نوبير الأموي عدم ترشحه وسط صرخات ومشاعر متفجرة، قبل أن يتراجع ليغلق الباب في وجه خصومه.

المشهد الحالي يكشف أن خلافة أغنى طريقة صوفية بالمغرب ليست بالسهولة التي يوهم بها خطاب “الروحانية”. منير يمتلك شرعية الوصية (إن صحت) وعلاقات أوروبية تعزز صورته الدولية، لكن معاذ يملك الأرض والجذور؛ قلب الزاوية النابض، رجل التنظيم، وصوت فرقة السماع التي صارت بوابة النفوذ نحو القارة الإفريقية، متقاطعةً مع إستراتيجية الدولة الدينية.

لتتسع دائرة المفاجآت، برزت رسالة قديمة (2022) من وزير الأوقاف أحمد التوفيق، لكن لا بصفته الرسمية، بل كـ”فقير” قديم للزاوية، تضمّنت تقريرًا حادًا عن أوضاعها، باتهامات وسلوكيات غريبة عن الطريقة التي طالما انبهرت بها النخبة المغربية.

وهكذا، لم تعد القضية “خلافة شيخ” بقدر ما تحولت إلى مواجهة بين صورتين متناقضتين للطريقة: صورة المهرجانات الدولية ، وصورة الكواليس التي تفيض بصراعات النفوذ، وحسابات السلطة، ولعبة كراسي روحية تدار على وقع الأذكار… وأصوات الطبول الإفريقية.

14/08/2025

Related Posts