ألقت السلطات المغربية القبض على شخصين يشتبه في تورطهما مع محمد عمرة، الذي تمكن من الفرار من فرنسا في ماي 2024 عقب هجوم مسلح استهدف سيارة السجن التي كانت تقله، قبل أن يتم تسليمهما إلى السلطات الفرنسية. وأعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، عبر منشور على منصة “إكس”، عن امتنانه للمغرب على سرعة إنجاز هذه العملية، مؤكداً على متانة العلاقات الأمنية بين البلدين.
ويأتي هذا التطور في إطار تعاون قضائي وأمني متنامٍ بين الرباط وباريس، يستند إلى اتفاقيات شراكة راسخة شهدت زخماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الموقف الفرنسي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي كحل مستدام لقضية الصحراء المغربية. ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن هذا التعاون ينسجم مع ثوابت السياسة الخارجية المغربية، التي تؤمن بأن مواجهة التهديدات العابرة للحدود، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة، تستلزم شراكات إقليمية ودولية فعالة، وهو ما ترجمته المملكة عبر انخراطها في عدة اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف لمحاصرة هذه المخاطر.
ويتميز هذا التنسيق المغربي الفرنسي بشموليته، إذ لا يقتصر على الجانب الجنائي ومكافحة الجرائم الكبرى فحسب، بل يمتد ليشمل القضايا المدنية والأحوال الشخصية، بما يخدم حقوق الجاليات المقيمة في البلدين. كما يتطور باستمرار لمواكبة التحديات الحديثة، من خلال تبادل الخبرات في الرقمنة القضائية وتحديث التشريعات وتطوير آليات العمل، ما يعزز فعالية الأجهزة القضائية ويكرس الثقة المتبادلة بين الرباط وباريس كشريكين استراتيجيين في الأمن والعدالة.
15/08/2025
