وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إلى قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” العسكرية في ألاسكا لاستقبال نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قمة وصفت بأنها الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. هبطت طائرتا الزعيمين بفارق دقائق، ونزل كل منهما على السجادة الحمراء وسط استعراض جوي لمقاتلات أمريكية من طراز B-2، قبل أن يتصافحا ويتبادلا التحية ويخرجا إلى سيارة ترامب المصفحة لإجراء حديث قصير قبل بدء برنامج القمة.
وأشار ترامب، خلال رحلته، إلى رغبته في التوصل إلى “وقف سريع لإطلاق النار” في أوكرانيا، مؤكّدًا أن أي اتفاق محتمل لم يُحسم بعد، وأنه مستعد لمغادرة المفاوضات إذا رفض بوتين الصفقة. ومن المقرر أن تستمر اللقاءات بين ست وسبع ساعات بصيغة “ثلاثة مقابل ثلاثة”، بمشاركة وزيري الخارجية الروسي والأمريكي ومساعدي الزعيمين، على أن يليها مؤتمر صحافي مشترك. وألمح ترامب إلى احتمال تقديم ضمانات أمنية لكييف دون أن تشمل عضوية في الناتو، مؤكّدًا أن أي استئناف للعلاقات الاقتصادية مع موسكو مشروط بإنهاء الحرب.
تأتي القمة في وقت تفرض روسيا نفوذها ميدانيًا بعد تحقيق تقدم في الجبهة الشرقية وتجهيز قوات لهجوم محتمل، فيما تحذر الدول الأوروبية من أي اتفاق قد يتجاوز أوكرانيا ويعيد ترسيم الحدود دون موافقتها. وتشكل هذه المواجهة أول لقاء مباشر بين ترامب وبوتين منذ قمة مجموعة العشرين في أوساكا 2019، وسط آمال المراقبين بتحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار، ومخاوف من أن تؤدي القمة إلى ترتيبات ثنائية تهمّش الحلفاء الأوروبيين وتقلل من دور كييف في المفاوضات.
15/08/2025
