kawalisrif@hotmail.com

مليلية المغربية المحتلة :    المجتمع المسلم يدين تصريحات رئيس أساقفة أوڤييدو ويشيد بوقفات الخير المحلي

مليلية المغربية المحتلة : المجتمع المسلم يدين تصريحات رئيس أساقفة أوڤييدو ويشيد بوقفات الخير المحلي

أعرب المغاربة القاطنون في مليلية السليبة عن “استنكارهم العميق ورفضهم القاطع” للتصريحات الأخيرة التي نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي رئيس أساقفة أوڤييدو، خيسوس سانز.

وقد تناول سانز قرار مجلس بلدية جوميا في منطقة مورسيا الإسبانية، القاضي بمنع إقامة الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية في القاعات الرياضية المحلية، بما في ذلك الفعاليات التي كانت تنظمها الجالية المسلمة في المدينة.

وصف رئيس الأساقفة هذه القضية بأنها “جدل غريب”، وتساءل مستنكراً: “أين هو التعامل بالمثل من قبل ‘الموريتوس’ (مصطلح قدحي يصف به المغاربة) تجاه المسيحيين الذين يُقتلون في كنائسهم داخل أراضيهم؟”.

من جانبهم، اعتبر المجتمع المغربي بالثغر المحتل هذه التصريحات “غير مقبولة على الإطلاق”، مشيرين إلى أنها تعكس لغة مسيئة ومليئة بالأحكام المسبقة ضد المسلمين. وأكدوا على خطورة أن تصدر مثل هذه الكلمات عن شخصية دينية يفترض بها أن تكون مثالاً للاعتدال والاحترام والتعايش.

وأكد ممثلو المغاربة بالثغر أن هذه التصريحات “لا تعكس موقف الكنيسة الكاثوليكية الرسمية، التي دأبت على الدفاع عن التعايش السلمي والحوار بين الأديان واحترام جميع المعتقدات، بما يتوافق مع المبادئ الأساسية للدستور الإسباني”. وأضافوا: “الكلمات لها تأثير، والأكثر خطورة حين تصدر عن قيادات دينية تصل أصواتهم إلى آلاف الأشخاص”.

واختتم ممثلو المجتمع المغاربي ذو الأغلبية الساحقة، الذي تطلق عليه الصحافة المحلية وسلطات الاحتلال اسم “مسلمي مليلية”، بالدعوة إلى المجلس الأسقفي الإسباني والتمثيليات الدينية المختصة لتوضيح موقفهم علناً، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصريحات المسيئة. وأكدوا: “سيظل المغاربة في مليلية المحتلة يعملون من أجل مدينة ومجتمع يحترم جميع الأديان والثقافات، ويجعل التنوع مصدر فخر وليس تمييزًا”.

وفي سياق منفصل، أعرب جميع المغاربة عن شكرهم العميق للسيد عبد القادر محمد محمد على تبرعه بـ 40% من الأرض المخصصة لمسجد التيسوريلو. واعتبر مغاربة مليلية هذا الفعل نموذجاً للتضامن والمسؤولية المجتمعية وحب المدينة.

وأوضحت فعاليات مغربية عديدة أن هذا التبرع سيسهم في تعزيز الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية للمسلمين في مليلية، داخل مساحة ذات أهمية تاريخية، إذ يعد مسجد التيسوريلو أول مسجد شُيّد في المدينة عام 1927، وما زال يمثل مرجعية روحية وتراثية.

وذكّر ممثلو المغاربة في مليلية المحتلة أن هذا التبرع يأتي في وقت تُناقش فيه مشاريع كبرى لتطوير المسجد، مؤكّدين أن مساهمة السيد عبد القادر تمنح المغاربة المزيد من الموارد للحفاظ على هويتهم وقيمهم واستقلاليتهم. وأكد معظم المغاربة القاطنين: “نكرر شكرنا ونعترف علناً بالسيد عبد القادر محمد محمد كمثال للكرم والالتزام بالإسلام ومصلحة المدينة، داعين جميع المواطنين لتقدير هذا الجهد والعمل سوياً من أجل رفعة المدينة وتعزيز التعايش”.

في مليلية المغربية المحتلة، يثبت المغاربة يومياً أن الحق لا يُقهر، وأن الكرامة لا تُساوم. بين تصريحات متعجرفة ومحاولات لتقزيم المجتمع، يظل أبناء الثغر صامدين، يرفعون راية الاحترام والتعايش والكرم، مصممين على أن تظل مليلية مدينة لكل أبنائها، حيث لا مكان للكراهية، ولا مقعد للتمييز، ولا صدى لكلمات الجهل. وهنا، في قلب المدينة المحتلة، يُكتب الفصل الأهم: فصل الشجاعة والتضامن، وفصل من لا يقبل أن تُهضم حقوقه ولا يُمسّ ثقافته.

16/08/2025

Related Posts