kawalisrif@hotmail.com

موجة انسحاب كبرى من عقود النفط تكشف ضعف الثقة في السوق الأمريكية

موجة انسحاب كبرى من عقود النفط تكشف ضعف الثقة في السوق الأمريكية

تشهد سوق النفط في الولايات المتحدة تغيرًا جوهريًا في توجهات المستثمرين، بعدما أظهرت المؤشرات الأخيرة انسحابًا واسعًا من عقود الشراء نتيجة تصاعد المخاوف من فائض المعروض وتراجع تأثير العوامل الجيوسياسية التي طالما دعمت الأسعار. ووفق بيانات لجنة تداول السلع الآجلة، فقد هبط صافي العقود الطويلة للمضاربين على خام غرب تكساس الوسيط بنحو 29,562 عقدًا خلال الأسبوع المنتهي في 12 غشت الجاري، ليصل الإجمالي إلى 49,264 عقدًا فقط، وهو أدنى مستوى يسجل منذ عام 2009، في انعكاس واضح لحالة تشاؤم تسيطر على السوق.

هذا التراجع الكبير ترافق مع هبوط أسعار العقود الآجلة إلى مستويات تقارب أدنى مستوياتها خلال شهرين، ما يعزز فرضية عودة السوق إلى معادلة العرض والطلب بعيدًا عن التدخلات الخارجية. ورغم استمرار العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، إلا أن تدفقات النفط الروسي لم تتأثر جوهريًا، ما جعل السوق أكثر برودًا في تفاعلها مع المخاطر الجيوسياسية. ويرى محللون في “تي دي سيكيوريتيز” أن العوامل الأساسية الضعيفة، إذا ترافقت مع تباطؤ الطلب في الأشهر المقبلة، قد تدفع الأسعار لمزيد من الانخفاض.

وفي سياق الضبابية العالمية، يواجه الاقتصاد الصيني تباطؤًا ملحوظًا، بينما يبقى الطلب الأوروبي هشًا بفعل أزمات الطاقة والركود الصناعي، في حين لا تعكس المؤشرات الأمريكية زيادة قوية في الاستهلاك رغم استمرار النمو. ومع ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة وبعض دول “أوبك” وشركائها، تتزايد المخاوف من فائض معروض يضغط على الأسعار. وبموازاة ذلك، تسهم حالة الحذر المالي وارتفاع العوائد على السندات في دفع رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة، لتتراجع جاذبية عقود النفط وتدخل السوق مرحلة تصحيح قاسية، تقودها أساسيات باردة لا صدمات سياسية عابرة.

17/08/2025

Related Posts