أعرب حراس الأمن الخاص بالمؤسسات الصحية التابعة للمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة مراكش-آسفي عن رفضهم التام لشرط الحصول على شهادة الباكالوريا الذي نصت عليه مناقصة دولية لخدمات الحراسة، معتبرين أن هذا الشرط يشكل إقصاءً ممنهجًا للخبرات العملية الطويلة التي اكتسبوها خلال سنوات خدمتهم. وأكدت النقابة الوطنية لأعوان الحراسة الخاصة والنظافة والطبخ أن فرض هذا الشرط يشكل انحرافًا عن مبادئ العدالة الاجتماعية ويهدد الاستقرار المهني والاجتماعي لمئات الأسر، مطالبين بإدراج الخبرة العملية كمعيار مكافئ للمستوى الدراسي.
واعتبرت النقابة أن هذا المطلب التعليمي الشكلاني يفتح الباب لاستبدال الحراس القدامى بأيد عاملة جديدة، في وقت يشكل القطاع الأمني الخاص جوهره الكفاءة والانضباط، مؤكدين أن شرط الباكالوريا “مجحف للغاية” ويبعد عن المهنة فئات واسعة من العمال، بينما الشباب الحاصل على الشهادة غالبًا ما يفضلون متابعة دراستهم بدل العمل في هذه المهنة. وشددت النقابة على أهمية الانفتاح على الشهادة الإعدادية والتكوين المستمر، والاستفادة من تجارب دولية نجحت في تقنين هذه المهنة دون إلزام العاملين بمستوى تعليمي عالٍ.
من جانبه، أوضح الباحث القانوني عبد العزيز خليل أن هذا الشرط يشكل قرارًا وزاريًا خالصًا مرتبطًا بالقطاع العمومي، مشيرًا إلى غياب وضعية واضحة لحراس الأمن الخاص فيما يتعلق بالوظيفة العمومية، وعدم تنظيمهم بقوانين واضحة في القطاع الخاص، وهو ما يفسر طبيعة شروط التوظيف التي تفرضها الشركات الخاصة، ويبرز الحاجة لإصلاح شامل يوازن بين الكفاءة العملية ومتطلبات التعليم الرسمي.
17/08/2025