دخلت العلاقات المغربية-الإكوادورية مرحلة حاسمة، مع تعيين دييغو مورخون بازمينو سفيرًا إكوادوريًا جديدًا في الرباط، خطوة تُعد محورية في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. هذه الشراكة التي انطلقت في 2019، شهدت تعزيزًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، من خلال تبادل الزيارات الدبلوماسية وتوسيع التعاون في مختلف القطاعات الحيوية.
ويأتي وصول مورخون بازمينو بالتزامن مع تعيين فينسنت ألبورنيز غارديراس سفيرًا للإكوادور في ألمانيا، في خطوة تعكس إعادة ترتيب دبلوماسية استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الدول المحورية، مع إبراز المغرب كركيزة أساسية في السياسة الخارجية الإكوادورية.
خلال الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات بين المغرب والإكوادور تصاعدًا في الحوار السياسي والاقتصادي، مع توسيع مجالات التعاون لتشمل التجارة، السياحة، الثقافة، التعليم والتكوين الأكاديمي.
ومن أبرز المبادرات اللافتة: منح 60 منحة دراسية للطلاب الإكوادوريين في الجامعات المغربية، وافتتاح أول سفارة للإكوادور في منطقة المغرب العربي، وهو إنجاز تاريخي يعكس إرادة كيتو لتعميق الروابط مع المملكة المغربية.
وأكد وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة التزام المغرب بتعزيز هذه الشراكة ضمن إطار تعاون الجنوب-الجنوب، مشددًا على أن هذه الشراكة تفتح أبوابًا لتنمية مشتركة وفرص استراتيجية بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
من جهته، أعلن الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا عن رغبته في الاستفادة من خبرات المغرب في القطاعات الاستراتيجية، بما فيها الصناعة، التجارة، والابتكار التكنولوجي، مؤكدًا أن بلاده ستواصل دفع مشاريع تعاون مؤثرة وعالية الأثر.
وبهذا، يصبح السفير دييغو مورخون بازمينو لاعبًا محوريًا في تسريع تنفيذ الاتفاقيات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والأكاديمي، ليكتب فصلاً جديدًا وغير مسبوق في العلاقات المغربية-الإكوادورية، ويضع نموذجًا للشراكات العابرة للقارات بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وفي حين المغرب والإكوادور يخططان لمستقبل تعاون واعد، تظل جارة السوء منشغلة بمحاولاتها الفاشلة في فرض المقاطعة، تحاول اللعب بموز الإكوادور وكأن ذلك سيوقف قطار الشراكات الدولية. يبدو أن الدبلوماسية الحقيقية لا تُقاس بالمقاطعة الرمزية، بل بالخطوات الواقعية والشراكات المبنية على الاستراتيجية والتقدم المشترك، وهنا يثبت المغرب والإكوادور أن القفز على الواقع لا يجدي نفعًا.
17/08/2025