أثار أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جدلاً جديداً بعد تصريحه الذي دعا فيه الحكام العرب إلى تسليم أسلحتهم لـ”المقاومين والمجاهدين” باعتبارهم “المستحقين الحقيقيين للدفاع عن الأوطان والمقدسات”. تصريحات الريسوني، المحملة بالشعارات، أثارت تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، خصوصاً في ظل تجاهله للدور القطري المتمثل في التمويل والدعم السياسي لفصائل فلسطينية متعددة، رغم علاقاته المعروفة مع الدوحة التي كانت تمول الاتحاد الذي كان يترأسه.
الغريب في موقف الريسوني هو انتقاؤه للحديث عن المغرب ومحاولة الضغط عليه إعلامياً، بينما يلتزم الصمت التام تجاه قطر، الدولة القادرة على شراء الأسلحة وتمويل العمليات، والتي تحتضن قاعدة أمريكية استراتيجية قريبة من فلسطين. هذا التباين يطرح علامات استفهام حول المصداقية الحقيقية لمواقفه، ويجعل خطابه يبدو وكأنه موجّه لإرضاء جهات خارجية أكثر من كونه دعوة صادقة لدعم القضية الفلسطينية.
وفي الواقع، يظل خطاب الريسوني بعيداً عن معطيات الواقع، إذ إن تسليم الأسلحة للجماعات الفلسطينية المحاصرة في غزة يواجه عقبات لوجستية كبرى بسبب الحصار البري والبحري والجوي، كما أن موقفه صامت تجاه القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، على الرغم من شعاراته المناهضة لأمريكا. بذلك، يظهر الريسوني وكأنه يستعمل الدين والسياسة لإطلاق مزايدات إعلامية، دون الأخذ بعين الاعتبار التعقيدات الحقيقية على الأرض والموقف الرسمي للمغرب الداعم للقضية الفلسطينية عبر الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية.
18/08/2025