تحولت الشوارع المحيطة بمسجد موريتانيا وشارع فاس وزنقة علال بن عبدالله وزنقة أنوال في وسط مدينة تازة، التي كانت إلى عهد قريب شريانا حيويا للمدينة، إلى فضاءات محتلة من طرف الباعة الجائلين والمتعاطين للمخدرات وباعة الأحذية والفراشة. المشهد نفسه يتكرر في حي الكعدة (ساحة الطيران)، حيث فرض هؤلاء سيطرتهم على المكان، في غياب شبه تام للشرطة الإدارية التي سبق لرئيس الجماعة السابق أن بشّر بها واعتبرها إنجازا بارزا لفترة رئاسته.
يوميات هذه الفوضى تتجسد في مشاهد متكررة من الشجارات بين المدمنين والمارة، مصحوبة بشتائم وألفاظ نابية وتراشق بما يجدونه أمامهم، في ظل صمت السلطات المحلية. السكان الذين تواصلوا مع “كواليس الريف” عبروا عن استيائهم من انعدام الأمن وتراجع النظام العام، حتى أن المصلين بمسجد موريتانيا لم يسلموا من الإزعاج أثناء أداء شعائرهم، في أجواء خانقة بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من الأزبال ومخلفات صناديق الأسماك الملقاة قرب مدرسة السوق الابتدائية.
وفي ظل عجز المجلس الجماعي عن إيجاد حلول ملموسة واكتفائه بتحميل المسؤولية للسلطات المحلية، يطرح الوضع أكثر من علامة استفهام حول دور عامل الإقليم وباشا المدينة في مواجهة هذا الانفلات. وفي خطوة غير مسبوقة، لوّح بعض سكان زنقة فاس وشارع أنوال باللجوء إلى القضاء ورفع دعوى قضائية ضد باشا تازة، احتجاجا على ما اعتبروه تقاعسا في حماية حقوقهم وتركهم رهائن للفوضى.
18/08/2025
