بينما يواصل قائد الملحقة الإدارية بالقصبة مجهوداته الميدانية، ليلًا ونهارًا، في تطبيق القانون وتنظيم الفضاء العام ـ كما توثّق ذلك مقاطع فيديو عديدة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي ـ تُقابَل هذه الجهود بطعنات في الظهر من بعض أعوانه، الذين اختاروا استغلال مواقعهم لتحقيق مصالح شخصية، ضاربين بالقانون وكرامة المواطن عرض الحائط.
ووفق معطيات دقيقة حصلت عليها “كواليس الريف” ، فإن بعض أعوان السلطة التابعين للملحقة ذاتها يفرضون إتاوات مالية يومية على الباعة المتجولين مقابل التغاضي عن أنشطتهم التجارية، مستغلين موسم الاصطياف وما يتيحه من ارتفاع الطلب على الفضاءات العمومية. أما من يرفض الدفع، فيتعرض لحجز تعسفي لبضاعته، في مشهد يُظهر للأعين أنهم يطبقون التعليمات بصرامة، بينما الحقيقة عكس ذلك تمامًا.
هذا السلوك لا يندرج فقط ضمن خانة الانحراف المهني، بل يُجسد استغلالًا فاضحًا للنفوذ وتزييفًا لروح السلطة.
المفارقة أن القائد، المعروف بصرامته وحضوره الميداني في مواجهة مختلف أشكال الفوضى، يجد نفسه محاطًا بعناصر تُقوّض جهوده من الداخل، في ما يمكن وصفه بـ”الخيانة الإدارية” التي تضرب مصداقية المؤسسة وتُسيء لصورتها أمام الرأي العام.
ومع اقتراب نهاية موسم الصيف، ينتظر المواطنون تدخّلًا حازمًا من القائد نفسه لوضع حد لهذه التجاوزات، وفتح باب المحاسبة داخل الجهاز، باعتبار أن ذلك هو السبيل الحقيقي لتطهير الإدارة من الداخل واستعادة ثقة المواطنين في ممثلي السلطة، الذين يُفترض أن يكونوا قدوة في احترام القانون، لا أوّل من يخرقه.
18/08/2025
