في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في القطب الشمالي، تستعد جيوش الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمواجهة محتملة في بيئة قاسية، حيث لا تُرحم درجات الحرارة المتدنية والمعدات الحديثة دائمًا. وتكشف تقارير صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن الجيوش الغربية مضطرة لإعادة صياغة مفاهيم الحرب التقليدية، مع التعامل مع انقطاع الاتصالات، انهيار القدرات البدنية والنفسية للجنود، وتعطل الأجهزة الإلكترونية، ما يجعل البقاء على قيد الحياة في حد ذاته تحديًا يوميًا.
تُظهر التدريبات في شمال السويد تحديات مواجهة البرد الشديد، إذ ينهار الجنود حتى مع اللياقة البدنية العالية نتيجة فقدان العزل الدهني الطبيعي، بينما تتجمد بطاريات الطائرات المسيّرة وتتوقف أنظمة التوجيه، ما يدفع القوات إلى العودة إلى الأساليب التقليدية مثل الزلاجات والتمويه بالثلوج والتخييم في الظروف المتطرفة. ومع تقلص الغطاء الجليدي، تسعى القوى الكبرى، خصوصًا روسيا والصين، لتعزيز وجودها العسكري والمدني في المنطقة، مستفيدة من الممرات البحرية المفتوحة بشكل غير مسبوق واستغلال الموارد الطبيعية.
تفرض طبيعة المنطقة على القوات اعتماد تكتيكات بطيئة وشاقة، مع التركيز على الاستطلاع البعيد المدى والعيش لفترات طويلة في الكهوف الثلجية دون إمدادات، وهو ما تعتمده وحدات النرويج وفنلندا استعدادًا لأي تهديد محتمل من روسيا. وفي مواجهة هذه التحديات، يظل البرد القارس الخصم الأول، ما يحتم على الجنود والمخططين العسكريين التكيف مع قسوته والاعتماد على استراتيجيات دفاعية متدرجة، تجعل من أي صراع محتمل في القطب الشمالي تجربة فريدة، تختلف تمامًا عن ساحات الحرب التقليدية.
22/08/2025