كشفت بيانات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن فقدان المغرب نحو 294 ألف هكتار من أراضيه الزراعية خلال السنوات العشر الأخيرة، ما يمثل تراجعاً نسبته أكثر من ثلاثة في المئة مقارنة بعام 2014، إذ انخفضت المساحات المزروعة من 9.08 ملايين هكتار سنة 2014 إلى 8.79 ملايين هكتار سنة 2023، ما يثير مخاوف بشأن الأمن الغذائي الوطني واستدامة السياسات الفلاحية.
ورغم هذا الانخفاض، حافظت الزراعات التقليدية على حضورها داخل المشهد الفلاحي المغربي، حيث تصدّر الزيتون القائمة بمساحة تفوق 1.2 مليون هكتار، يليه اللوز بأكثر من 230 ألف هكتار، ثم الذرة بحوالي 84 ألف هكتار، والبرتقال بـ 62 ألف هكتار، فيما شغلت البطاطس نحو 59 ألف هكتار. ويشير خبراء إلى أن هذا النمط يعكس هشاشة القطاع أمام التغيرات المناخية وتراجع الموارد المائية، إضافة إلى محدودية الاستثمار في الزراعة المستدامة.
وتعكس المقارنة الدولية أن المغرب ليس وحده في مواجهة تراجع الأراضي المزروعة، إذ فقدت فرنسا أكثر من 1.4 مليون هكتار وإسبانيا نحو 581 ألف هكتار خلال الفترة نفسها، بينما شهدت إيطاليا وتركيا زيادات في أراضيها المزروعة، إذ أضافت الأولى نحو 360 ألف هكتار والثانية حوالي 34 ألف هكتار لتصل إلى نحو 24 مليون هكتار، ما يسلط الضوء على تحديات السياسات الفلاحية المغربية في مواجهة الضغوط المناخية واستنزاف الموارد الطبيعية.
23/08/2025