في مشهد صادم هزّ العاصمة الفرنسية باريس، عثرت السلطات منتصف غشت الجاري على أربع جثث متفرقة تطفو فوق مياه نهر السين، لتفتح الباب أمام واحدة من أعقد القضايا الجنائية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة.
الشرطة الفرنسية أعلنت، الأربعاء 20 غشت، عن توقيف جزائري ، يقيم في فرنسا بشكل غير قانوني منذ ثلاث سنوات، ويقطن مبنى مهجورًا بمحاذاة النهر. المتهم وُضع رهن الحراسة النظرية وخضع لسلسلة طويلة من الاستجوابات امتدت لأربع جلسات، بحضور محامٍ ومترجم، في ظل تزايد الشبهات حول ضلوعه في ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”قضية جثث السين”.
وبحسب ما أوردت قناة BFMTV، تشير التحقيقات الأولية إلى وجود أدلة قوية تربط الموقوف بالضحايا الأربعة الذين عُثر عليهم يوم 13 غشت في ضفاف منطقة شوازي-لو-روا، فيما أظهرت نتائج التشريح أن اثنين منهم على الأقل قضوا إثر اعتداء مباشر، مع آثار واضحة للعنف والكسور.
ولم تقف القضية عند هذا الحد، إذ أعلنت الشرطة في اليوم الموالي، الخميس 21 غشت، عن توقيف مشتبه به ثانٍ، لتتوسع دائرة الشبهات وتزداد غموضًا الأسئلة حول خلفيات هذه الجرائم ودوافعها.
النيابة العامة في كريتاي، التي فتحت في البداية أربع قضايا متفرقة بين “تحديد أسباب الوفاة” و”القتل العمد”، قررت دمج الملفات في تحقيق واحد تحت مسمى “جرائم قتل مترافقة”، بينما تتواصل الأبحاث المكثفة لمعرفة هوية الضحايا، وكشف خيوط واحدة من أكثر القضايا دموية وغموضًا في فرنسا خلال السنوات الأخيرة.
23/08/2025