المغاربة تحت تهديد شبكات الاستثمار الوهمي وفخاخ الربح السريع الرقمية

تستمر شبكات الاستثمار الوهمي في استهداف المواطنين المغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي وأسواق العملات الرقمية، مستغلة وعود الربح السريع لجذب الضحايا إلى فخاخ مالية تنتهي غالباً بخسائر فادحة. وفي أحدث العمليات، أوقفت مصالح الأمن الوطني بمطار محمد الخامس امرأة وابنتها للاشتباه في تورطهما ضمن شبكة احتيال مالي رقمية، بعد أن تمكنت من الاستيلاء على أكثر من 1.8 مليون درهم عبر تقديم عروض وهمية للاستثمار في شركة صورية، في مؤشر واضح على تنامي هذه الظاهرة في المغرب.

وأكد خبراء ماليون وتقنيون أن هذه الشبكات تستخدم أساليب متعددة للنصب، مثل مخططات “سحب الزربية” و”ذبح الخنزير”، واستراتيجيات وهمية على مجموعات تيليغرام، بالإضافة إلى تقديم دورات تعليمية زائفة مدعية تحقيق أرباح خيالية، مستغلين قلة وعي المستخدمين والمستثمرين بالتحولات التقنية والأسواق الرقمية. كما أشاروا إلى توسع نطاق الاحتيال ليشمل مجالات الفوريكس والعملات المشفرة والتجارة الإلكترونية، ما يعكس خطورة هذه الظاهرة على الاقتصاد الوطني وثقة المواطنين في الاستثمار الرقمي.

ودعا المختصون إلى اعتماد مقاربة شمولية تشمل تقنين سوق العملات الرقمية، وفرض ترخيص قانوني لأي مشروع استثماري قبل عرضه للجمهور، مع إنشاء منصات وطنية للإبلاغ عن الاحتيال الإلكتروني وتعزيز التعاون الدولي لملاحقة الشبكات العابرة للحدود. كما شددوا على أهمية برامج التوعية المجتمعية، وتربية المواطنين خاصة الشباب على مخاطر الاستثمارات الوهمية، إلى جانب توظيف تقنيات التحقيق الجنائي الرقمية لرصد التحويلات المشبوهة، لضمان حماية المستثمرين والحد من تأثير فخاخ الربح السريع الرقمية.