مع اقتراب نهاية ذروة الموسم الصيفي، يعيش أرباب وكالات كراء السيارات في المغرب حالة من القلق والانتظار لما ستكشف عنه الأشهر المقبلة، خاصة بعد تسجيل ملاحظات جوهرية حول مردودية القطاع خلال الفترة الأخيرة. الفيدرالية الوطنية لوكالات كراء السيارات بدون سائق (Flascam) حذّرت من أن الفصل الأخير من السنة قد يكون الأصعب على مختلف الفاعلين، ولاسيما المقاولات الصغيرة والمتوسطة، داعية السلطات العمومية إلى تقديم الدعم الضروري وتوفير شروط تمويل أكثر توازناً وانضباطاً.
وتشير الفيدرالية إلى أن الأسعار لم تشهد أي زيادة خلال الصيف، وهو ما يُعزى إلى وفرة العرض بعد اقتناء الوكالات أكثر من 38 ألف سيارة في سبعة أشهر فقط، فضلاً عن عودة أعداد كبيرة من مغاربة العالم بسياراتهم الخاصة، بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، حيث بلغ معدل الوافدين 69 ألف مسافر يومياً، ما انعكس بشكل مباشر على حجم الطلب. كما ساهم دفتر التحملات الجديد في تعميق أزمة القطاع، إذ أدى إلى تقليص فرص إحداث شركات جديدة، فيما زاد الاعتماد المفرط على القروض قصيرة الأجل من هشاشة المهنة ودفع بعض المستثمرين إلى اقتناء سيارات دون حاجة فعلية أو نية للوفاء بالتزاماتهم.
من جانبه، أكد عبد الله أشنان، رئيس فيدرالية جمعيات وكالات كراء السيارات بالمغرب (Falam)، أن المهنيين يترقبون بقلق ما ستسفر عنه أشهر شتنبر وأكتوبر ونونبر، في انتظار انتعاش محتمل مع نهاية السنة بالتزامن مع تنظيم كأس أمم إفريقيا بعدد من المدن. وأوضح في تصريح لـ”كواليس الريف” أن الاستثمارات التي ضُخت وتجديد الأساطيل لم تُترجم إلى مردودية حقيقية، حيث اقتصر الرواج على شهر غشت، دون أن يواكب توقعات المهنيين بشأن إقبال الجالية. وأضاف أن الصيف لم يكن بالمستوى المنشود، وهو ما يجعل من الأشهر المقبلة محطة حاسمة لتحديد ملامح القطاع خلال سنة 2025.
26/08/2025