جدّد الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، في رسالته الأسبوعية الموجهة إلى مواطنيه، موقف بلاده الداعم لجبهة البوليساريو، متمسكا بما وصفه بـ“التضامن المبدئي مع شعوب الصحراء الغربية في كفاحها من أجل تقرير المصير”، حتى وإن أدى ذلك إلى خلافات مع دول أخرى داخل القارة. هذا الموقف يبرز استمرار انحياز بريتوريا للطرح الانفصالي في وقت تتوسع فيه دائرة الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الواقعي والوحيد لإنهاء النزاع، وهو ما أكدته قوى وازنة كواشنطن وباريس ولندن.
تزامن تصريح رامافوسا مع انعقاد قمة “تيكاد 9” باليابان، حيث سعى إلى إدراج قضية الصحراء ضمن خطابه رغم الطابع الاقتصادي للقاء، ما اعتبره مراقبون توظيفا للمنتديات الدولية في خدمة أجندة مناوئة لوحدة المغرب الترابية. ويرى سعيد بوشاكوك، الباحث في قضايا التنمية، أن هذا التوجه يعكس عقيدة سياسية تضع جنوب إفريقيا في موقع التصادم مع مصالح القارة، رغم أن المغرب كان من أوائل الداعمين لحركات التحرر ضد نظام الأبارتايد، في مواقف وثّقها التاريخ من خلال علاقة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا بالمرحوم عبد الكريم الخطيب، ومساندة الملك الراحل الحسن الثاني لمسار الحرية بجنوب إفريقيا.
من جهته، اعتبر محمد فاضل بقادة، رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية لحركة “صحراويون من أجل السلام”، أن رسالة رامافوسا تكشف عن ازدواجية في المواقف السياسية ببريتوريا، مشيرا إلى أن المغرب لم يتدخل يوما في شؤون جنوب إفريقيا أو مس سيادتها، بل ظل متمسكا بمبدأ الاحترام المتبادل وتعزيز التعاون التاريخي. ووفق المتحدث، فإن خلفيات الخطاب ترتبط بالأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعرفها البلاد بعد فقدان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أغلبيته البرلمانية، ما يجعل استعمال ورقة الصحراء محاولة لتوجيه الأنظار داخليا أكثر من كونه موقفا دوليا راسخا، بينما يواصل المغرب ترسيخ حضوره القاري والدولي عبر نموذج تنموي ودبلوماسية متوازنة جعلت منه شريكا موثوقا في محيطه الإفريقي والدولي.
27/08/2025