أعاد ماريو دراغي، محافظ البنك المركزي الأوروبي الأسبق، تسليط الضوء على مسار الاتحاد الأوروبي من خلال خطاب حاد في منتدى شعبي بإيطاليا، مؤكداً أن الدور الجيوسياسي للكتلة الأوروبية لا يزال محدوداً رغم العقود من الوعود. وأشار دراغي إلى أن أوروبا لعبت دوراً ثانوياً في مفاوضات السلام الأوكرانية وظهرت بموقف متفرج تجاه تصاعد الأزمة في غزة وملف إيران النووي، محذراً من أن القوة الاقتصادية وحدها لم تعد كافية لتحقيق النفوذ العالمي، داعياً إلى إعادة بناء الآليات السياسية والاقتصادية للاتحاد لتصبح أوروبا فاعلاً رئيسياً على الساحة الدولية.
وفي ملف التجارة، بدا دراغي أكثر تشدداً مقارنة برئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، مشيراً إلى أن قادة الاتحاد بحاجة إلى صياغة سياسة تجارية تتوافق مع عالم يتخلى تدريجياً عن النظام متعدد الأطراف. ورأى أن نهج أوروبا الحالي، القائم على الالتزام الصارم بالقواعد القائمة، قد يحد من قدرتها على الدفاع عن مصالحها في مواجهة التحديات العالمية، بينما كانت فون دير لاين تميل إلى التعاون والتسويات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة.
أما في مجال تعزيز التنافسية والدفاع الأوروبي، فقد أبرز دراغي ضرورة تدخل الحكومات لتعزيز القطاعات الاستراتيجية وتمويل الاستثمارات الكبرى، مؤكدًا أن الإنجازات الاقتصادية وحدها لا تكفي، وأن إكمال السوق الداخلية وإعادة صياغة التكامل الأوروبي يجب أن يكون على رأس الأولويات. كما دعا إلى تبني مقاربة دفاعية أكثر استقلالية بعيداً عن الضغوط الأمريكية، ما يعكس رؤية أوروبية أكثر قوة وذاتية في صنع القرار الاستراتيجي، مقارنة بالنهج الحالي الذي تقوده فون دير لاين.
27/08/2025