أثار تمويل عدد من المهرجانات الثقافية والفنية في جماعات إقليم أزيلال، باستخدام أموال عمومية، موجة من الانتقادات بين الفاعلين السياسيين والمدنيين، الذين اعتبروا أن هذه الفعاليات تحولت إلى منصات سياسية وحملات انتخابية قبل أوانها، على حساب أولويات تنموية حقيقية لمجتمعات لا تزال تعاني من هشاشة وبنية تحتية ضعيفة. ويأتي هذا الجدل في سياق حساس للإقليم، الذي لازالت ذاكرته مثقلة بفواجع مثل حادثة أيت عنيناس وزلزال الحوز، مما جعل الأصوات المطالبة بضبط هذه الظواهر أكثر حدة، مطالبة بتدخل عاجل للحد من استغلال المال العام.
وأشار الفاعل الجمعوي محمد أيت أزناك إلى أن بعض السياسيين يستغلون المهرجانات الثقافية لتحقيق أهداف انتخابية ضيقة، مستغلاً بساطة سكان المناطق الجبلية، ومذكراً بأن هذه الفعاليات كانت في جوهرها مناسبات للاحتفال بالتراث وتعزيز الروابط الاجتماعية، وليس أدوات للتسويق السياسي. وأكد أن الأولويات الحقيقية يجب أن تكون في الاستثمار في التعليم، والخدمات الصحية، والبنية التحتية الأساسية، مثل الطرق وشبكات المياه، بدلاً من إنفاق أموال دافعي الضرائب على فعاليات قد تلهي السكان دون تحقيق أي أثر تنموي ملموس.
من جهته، نبه فريد الصفاوي ورؤساء جمعيات محلية إلى العلاقة المعقدة بين السياسيين والجمعيات المدنية، حيث يتم توظيف المنصات الثقافية لأهداف انتخابية شخصية، مستغلين غيابهم الدائم عن متابعة قضايا المواطنين طوال سنوات ولايتهم. وأكدوا أن هذا الخلط بين الثقافة والسياسة لا يضر فقط بمصداقية المهرجانات، بل يقوض ثقة السكان في العمل الجمعوي، مشددين على ضرورة إعادة النظر في القواعد التنظيمية والفصل بين ما هو ثقافي وما هو سياسي لضمان نزاهة العملية الديمقراطية وتحقيق التنمية الحقيقية للسكان المحليين.
27/08/2025