تشهد الساحة السياسية المغربية تحولات ملحوظة مع اقتراب انتخابات 2026، حيث تتنافس الأحزاب الكبرى ليس فقط على البرامج والمشاريع، بل أيضاً على النفوذ العائلي والحفاظ على المصالح وبناء الثقة مع الدولة. في هذا الإطار، يبرز ثلاثة بروفيلات رئيسية: حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش، حزب الأصالة والمعاصرة بقيادة جماعية متذبذبة، وحزب الاستقلال الذي لا يزال تحت سيطرة آل الفاسي التاريخية. أخنوش، الذي يعد رمز الاستقرار السياسي والمالي للحزب منذ 2007، يحظى بدعم شبكات قوية على المستوى المحلي والجهوي، مما يجعله المنافس الثابت في السباق الانتخابي المقبل.
أما حزب الأصالة والمعاصرة، فيواجه مرحلة انتقالية صعبة بعد اعتماد قيادة جماعية برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، مع حضور قوي لمحمد المهدي بنسعيد الذي يبدو كالمحرك الفعلي للسياسات الحزبية مستفيداً من موارد وزارة الثقافة والشبكات الإعلامية والمهرجانات. هذا الوضع يعكس صراعاً داخلياً بين ثبات القيادة الجماعية وضعف التنسيق، مع وجود أصوات شبابية مثل هشام عيروض الدكالي التي تسعى لتغيير المشهد، لكنها تبقى هامشية أمام نفوذ بنسعيد.
أما حزب الاستقلال، فيظل مثالاً على بقاء السياسة محكومة بالانتماءات العائلية، حيث يتصدر نزار بركة الأمانة العامة مستفيداً من ارتباطه بعائلة آل الفاسي، لكنه يعاني من ضعف التنظيم والفعالية السياسية، في مقابل وجود أسماء قوية وواعدة مثل رياض مزور وعبد المجيد الفاسي ويد محمد ولد رشيد، الذين يمثلون خيارات محتملة للمستقبل السياسي للحزب، مع الحفاظ على التوازن بين النفوذ العائلي والقدرات الفردية. هذه الديناميات تكشف أن السياسة المغربية قادمة على موسم انتخابي مليء بالتحديات والمناورات المعقدة.
02/09/2025