مع تصاعد المخاوف العالمية بشأن المخاطر المرتبطة بلعبة “روبلوكس”، التي حُجبت في عدد من الدول لحماية الأطفال، تتزايد التساؤلات حول إمكانية اتخاذ المغرب خطوات مماثلة لحظر اللعبة أو فرض قيود صارمة عليها. ويشير خبراء مغاربة في الأمن السيبراني والتطوير المعلوماتي إلى أن المحادثات غير المراقبة داخل هذه اللعبة تُستغل في أنشطة إجرامية خطيرة، تشمل الاستغلال الجنسي للأطفال وانتهاك خصوصية بياناتهم، بل وحتى إمكانية استخدامها في أعمال تهدد الأمن الوطني، مع التأكيد على أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة بين السلطات والأسر والمدارس.
ويؤكد الطيب هزاز، خبير الأمن السيبراني، أن المغرب مدعو لاتخاذ إجراءات صارمة لحجب الألعاب التي تتيح محادثات غير مراقبة، مشيراً إلى أن بعض العمليات الإرهابية السابقة استخدمت ألعاباً مشابهة للتواصل بين منفذيها. ويشير هزاز إلى أن غياب الرقابة يمثل جوهر المشكلة، مؤكداً على ضرورة مراقبة جميع البرامج والألعاب التي يتفاعل من خلالها الأطفال، مع تحميل الأهل مسؤولية متابعة أنشطة أبنائهم لضمان عدم تعرضهم لمخاطر يواجهها الأطفال عند التواصل مع مجهولين.
من جهته، يشدد حسن خروج، خبير التسويق الرقمي والتطوير المعلوماتي، على أن خطورة لعبة “روبلوكس” تكمن في استهداف الأطفال بشكل مباشر، ما يفتح الباب أمام الاستغلال الاجتماعي والمالي والنفسي. ويبرز خروج مخاطر الإدمان، وتأثيرها على التركيز والتحصيل الدراسي، فضلاً عن الضغط المالي على الأسر بسبب العملة الافتراضية داخل اللعبة، وجمعها بيانات حساسة عن الأطفال تخضع لقوانين حماية المعطيات الشخصية. ويؤكد الخبيران أن مواجهة هذه المخاطر لا تقتصر على الحظر، بل تتطلب برامج توعية ومراقبة تربوية وأسرية لتقليص الانزلاقات الاجتماعية والنفسية وحماية الأطفال من مخاطر اللعبة.
05/09/2025