أعلنت لجنة الثقافة بمدينة مليلية عن منح الميدالية الذهبية للمدينة لكل من الجامعة الوطنية للتعليم عن بُعد (UNED) والقيادة البحرية الإسبانية، وذلك بمناسبة الاحتفال بما يسمى “يوم مليلية” في 17 شتنبر الجاري.
وحسب المصادر الرسمية الإسبانية، فإن تكريم الـ UNED يأتي تقديرًا لمساهمتها في التكوين الأكاديمي عن بُعد على مدى خمسين عامًا، فيما مُنحت القيادة البحرية وسامها اعترافًا بدورها في “حماية السواحل والدفاع البحري”. غير أن مراقبين يرون في هذا التكريم بُعدًا سياسيًا ورمزيًا أكثر من كونه ثقافيًا أو مدنيًا.
الاحتفال الرسمي، الذي سيتخلله خطاب لرئيس المدينة خوان خوسيه إمبروذا، سيكون مناسبة لاستعراض حصيلة التدبير المحلي والترويج لخطاب سياسي يربط بين التنمية والهوية. ويستند هذا الموعد، من الناحية الرمزية، إلى سنة 1497، تاريخ دخول القوات القشتالية إلى المدينة وضمها إلى التاج الإسباني، وهي ذكرى ما تزال مثار جدل تاريخي متجدد.
ولإضفاء طابع احتفالي، أُعد برنامج ثقافي يتضمن حفلات موسيقية وعروضًا في “ساحة الثقافات”، في محاولة لتغليف الحدث بطابع اجتماعي وثقافي. إلا أن متابعين يعتبرون أن الأبعاد السياسية تطغى بوضوح على هذه المبادرة، خصوصًا مع إشراك مؤسسات أكاديمية وعسكرية في التكريم.
في المحصلة، يظل “يوم مليلية” مناسبة لإعادة إنتاج خطاب سياسي ذي جذور تاريخية، تُوظَّف فيه أدوات الثقافة والتعليم والفن والجيش معًا، بين من يعتبره احتفاءً بالهوية المحلية ومن يراه استمرارًا في استحضار رواية تاريخية مثيرة للجدل.
06/09/2025