مع بداية شهر شتنبر، تتحول شواطئ الشمال من صخب الصيف إلى أجواء أكثر هدوءًا وخصوصية. على شاطئ المضيق، يجلس مصطفى على كرسيه البسيط بجانب مبرده الأزرق، يستمتع بصمت البحر بعيدًا عن ازدحام يوليوز وغشت. وفي مرتيل وبليونش، يختار المصطافون أوقاتهم الخاصة للاستمتاع بالمياه والرمال، حيث تغيب الحفلات الصاخبة وأصوات الذكور والموسيقى المرتفعة، ويظهر في المقاهي والممرات البحرية نمط حياة هادئ ومريح، يعكس رغبة الزوار في عطلة استرخاء بعيدة عن صخب الموسم الرئيسي.
الملامح الجديدة للمصطافين تكشف عن تركيبة مختلفة: متقاعدون يبحثون عن السلام النفسي، أسر صغيرة بلا التزامات مدرسية، وشباب يفضلون الحرية في اختيار أوقاتهم. يأتي هؤلاء مزودين بكل ما يلزم ليوم كامل على الشاطئ، من كراسٍ قابلة للطي ومظلات بسيطة، إلى وجبات خفيفة ومشروبات. وتبرز شهادات الزوار، مثل خديجة من مكناس ونادية من الدار البيضاء، كيف أن شتنبر يوفر فرصة للاستمتاع بالبحر بأسعار معقولة وبأجواء أكثر إنسانية، بعيدًا عن المنافسة والضوضاء الموسمية.
هذا الهدوء ينعكس أيضًا على الحياة اليومية في القرى الساحلية، حيث تقل حركة المحلات والمطاعم، وتستعيد الأزقة الخلفية طابعها الهادئ. بالنسبة للبعض، مثل الأستاذ المتقاعد حميد، فإن شتنبر يمثل فرصة للتواصل مع البحر بشكل شخصي وعميق، بعيدًا عن سباق الاصطياف المعتاد. على امتداد الساحل من مرتيل إلى بليونش، يظهر صيف متأخر بطابع فردي، يمنح المصطافين لحظات هدوء وراحة، ويؤكد أن عطلة البحر ليست بالضرورة في حجم الأنشطة أو الإعلانات، بل في تجربة السلام الداخلي والسكينة.
06/09/2025