اختناق وفوضى.. صيف الحسيمة يغرق
ما أن تطأ قدمك شوارع الحسيمة خلال فصل الصيف، حتى تشعر وكأنك في مدينة أخرى. فالهدوء الذي يطبع شوارعها طيلة أشهر الشتاء يتحول إلى فوضى عارمة. اكتظاظ مروري خانق، وغياب لأماكن وقوف السيارات، دفع الزوار إلى التذمر من هذا الوضع، مما جعل المسؤولين يفكرون في حلول جذرية مثل تحويل فضاءات عامة إلى مواقف تحت أرضية. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أفرز هذا الاكتظاظ مشاكل أخرى، أبرزها غلاء الأسعار، واحتلال الأرصفة والمساحات العامة من قبل الباعة المتجولين، في مشهد يعكس غياب القانون وضعف الرقابة.
قطاع السياحة.. بين الاكتظاظ والركود
يؤكد العديد من الفاعلين المحليين أن المشكلة لا تكمن في قلة الزوار، بل في عدم القدرة على استيعابهم. فالحسيمة تستقبل خلال فصل الصيف أعداداً تفوق طاقتها الاستيعابية، وهو ما يؤثر سلباً على جودة الخدمات ويثير شكاوى المصطافين، خاصة فيما يتعلق بأسعار الإيواء السياحي. والغريب أن هذا الاكتظاظ لا يستمر طويلاً، فما إن ينتهي موسم الصيف حتى تعود المدينة إلى سباتها الشتوي، وتغرق قطاعات بأكملها في ركود قاتل. هذا الوضع يطرح سؤالاً جوهرياً: لماذا لا يتم استغلال المدينة طيلة السنة؟ ولماذا لا تسعى السلطات لوضع سياسة سياحية مستدامة لا تقتصر على أشهر معدودة؟
مطالب بالحل.. والمسؤولون في قفص الاتهام
يطالب سكان المدينة، بالإضافة إلى الفاعلين في قطاع السياحة، المسؤولين على الصعيد المحلي والإقليمي بالتحرك الجاد، والبحث عن حلول دائمة. فالمقالات والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف عن التعبير عن خيبة الأمل من أداء المجلس الجماعي والسلطات المحلية. فهل ستستمع السلطات إلى هذه النداءات؟ وهل ستعمل على توفير بنية تحتية تليق بمدينة الحسيمة، التي ما زال كورنيشها، الذي لا يكاد ينتهي، يغري زوارها بالعودة؟ إن هذا الوضع يتطلب خطة تنموية شاملة، لا تقتصر على “الترقيع” الموسمي، وتجعل من الحسيمة وجهة سياحية على مدار السنة، توفر فرص عمل مستدامة لأبنائها، وتستعيد “شبابها وحيويتها”.