في حادث مأساوي هزّ بلدة أوبريكي بإقليم قادس، لقي رجل في السابعة والخمسين من عمره مصرعه بعد أن تعرّض لعدة طعنات قاتلة من قرون ثور هائج، خلال فعاليات مهرجان “ثور الغايومبو” الشعبي الذي يقام سنويًا في المنطقة. الحادث وقع مساء الأحد أثناء الجولة الثانية من إطلاق الثيران في الشوارع، حين حاول الضحية الاحتماء من اندفاع الحيوان، غير أن الأخير باغته وأصابه بجروح بليغة أودت بحياته على الفور.
الخبر أثار صدمة واسعة بين سكان البلدة التي اعتادت الاحتفال بهذه المناسبة منذ عشر سنوات، حيث سارعت السلطات المحلية إلى إعلان يوم حداد رسمي وإلغاء عرض الألعاب النارية المبرمج، مع تنكيس الأعلام في المباني العمومية. بلدية أوبريكي عبّرت في بيان رسمي عن تعازيها الحارة لأسرة الفقيد، ودعت الأهالي إلى التحلي بالهدوء والوحدة في مواجهة هذه الفاجعة.
من جانبها، أكدت الجمعية المنظمة رفقة الشركة المتعاقدة أنها اتخذت كافة إجراءات السلامة المتعارف عليها، لكنها شددت على أن المخاطر تبقى حاضرة في مثل هذه التظاهرات التي تقوم أساسًا على مواجهة غير متكافئة بين الإنسان والحيوان. الجمعيتان أعربتا بدورهما عن مواساتهما لعائلة الضحية، واعتبرتا ما جرى “حادثًا استثنائيًا لم يكن بالإمكان تفاديه”.
وتعيد هذه الحادثة المروعة النقاش حول جدوى استمرار بعض الممارسات المرتبطة بعالم التورومبيا في إسبانيا، حيث لا تزال أصوات حقوقية ومدنية تطالب بوقفها لما تشكله من تهديد مباشر للأرواح، فضلًا عن الجدل الأخلاقي بشأن معاناة الثيران نفسها. لكن في المقابل، يظل المدافعون عن هذه التقاليد يعتبرونها جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية، رغم الثمن الباهظ الذي قد يُدفع أحيانًا.
09/09/2025
