شهدت العلاقات المغربية التنزانية تصعيدا ملحوظا، بعدما تبنت تنزانيا سلسلة من المواقف العدائية تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية خلال الشهر الأخير، مستخدمة خطابا صداميا في مواجهة السيادة المغربية على الصحراء. وتمثلت أبرز هذه الخطوات في مداخلة ممثلها بجنيف خلال أشغال الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان، حيث قدم جبهة البوليساريو على أنها ضحية نزاع دام خمسة عقود، مع الدعوة إلى منح الصحراويين حق تقرير المصير، متجاهلا الروابط التاريخية والسياسية بين المغرب وصحرائه.
وشملت المواقف العدائية تنظيم تنزانيا، إلى جانب البوليساريو، لندوة دولية في جنيف ناقشت النزاع وملفات الثروات الطبيعية وحقوق الإنسان، فضلا عن توقيعها البيان الختامي لمجموعة تنمية الجنوب الأفريقي “سادك” عقب قمتها الخامسة والأربعين في أنتاناناريفو. وقد أعادت هذه التحركات فتح التساؤلات حول فعالية ردود الفعل الدبلوماسية المغربية، لا سيما أمام تكرار مواقف عدائية مماثلة من تنزانيا خلال الشهر الماضي، ما يثير قلقا بشأن القدرة على حماية السيادة المغربية في الصحراء ومصالح المملكة في إفريقيا.
ويستدعي تصعيد تنزانيا استنفارا دبلوماسيا عاجلا من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لتصحيح المسار ومواجهة الأطروحة الانفصالية على المستوى القاري. ويشير مراقبون إلى أن ضعف الحضور المغربي، وتجاذبات وزارة الخارجية بقيادة ناصر بوريطة، باتت واضحة أمام استمرار هذه المواقف العدائية، ما يستلزم مراجعة استراتيجية التعامل مع الخروقات الدبلوماسية التي قد تؤثر على صورة المملكة وموقعها في المنتديات الدولية.
10/09/2025
