kawalisrif@hotmail.com

وجدة تنتفض … عمال النقل الحضري يخرقون صمت المسؤولين وكواليس القطاع تكشف عورة الشركة المفلسة والجماعة الغارقة في الفساد !

وجدة تنتفض … عمال النقل الحضري يخرقون صمت المسؤولين وكواليس القطاع تكشف عورة الشركة المفلسة والجماعة الغارقة في الفساد !

خرج عمال ومستخدمو شركة النقل الحضري “موبيليس ديف” يومه الخميس 11 شتنبر 2025 في مسيرة احتجاجية تشبه صرخة المدينة الغاضبة. انطلقت المسيرة من مقر الاتحاد المغربي للشغل، وجابت شوارع الزرقطوني ومحمد الخامس، قبل أن تتوقف أمام بناية مجلس جماعة وجدة، كأنها تقول للمسؤولين الغائبين وضمنهم المتورطين في فساد الصفقة : “اسمعوا صوتنا قبل أن يتحول صمتكم إلى وصمة لا تمحى”.

كواليس هذا الاحتجاج تكشف واقعًا مأساويًا خلف الحافلات المتهالكة والمواعيد العشوائية، حيث يبدو المسؤولون وكأنهم يعيشون في عالم موازٍ، محاسيبهم على الأوراق والصفقات، بينما العمال والركاب يُجبرون على تحمل الفوضى اليومية. ورغم كل التقارير والنداءات، أصبح منطق الإهمال والإغفال سلوكًا مكرّسًا داخل القطاع، يُكرّس التباعد بين القرارات الرسمية وواقع الشارع.

المسيرة لم تكن مجرد مشهد احتجاجي تقليدي، بل كشفًا عن غضب متراكم وصبر نفد، وعن إرادة جماعية تقرر أن تُسمع. العمال لم يخرجوا للمطالبة فقط بحقوقهم، بل لفضح كل استهتار وتهاون، وتحويل الشوارع إلى منصة لمواجهة المسؤولين بالواقع اليومي الذي يتجاهلونه. كل خطوة في هذه المسيرة كانت بمثابة رسالة صاخبة: الركام الإداري لا يمكن أن يدفن الحقيقة، ولا يمكن أن يظل غطاءً للفساد أو الإهمال.

في الكواليس، تحدث بعض العمال عن معارك يومية مع الإدارة، عن وعود تتكرر بلا تنفيذ، وعن رشاوى صغيرة هنا وهناك لتمرير صيانة ناقصة أو توظيف مؤقت، ما جعل القطاع أشبه بجريمة منظمة بحق السكان والموظفين على حد سواء. هذه التفاصيل الميدانية، التي عادة ما تُغلق أبوابها، أصبحت اليوم علنية، لتكشف أن الأزمة ليست مجرد احتجاجات عابرة، بل نتيجة تراكمية لسنوات من الإهمال وسوء التدبير.

من ركام الحافلات المتهالكة إلى الشوارع المليئة بالغضب، يثبت الواقع أن أي محاولة لتكميم صوت الحق تتحطم على صخرة الإرادة الجماعية، وأن كل ريال ضائع في الفساد يصبح شاهدًا دامغًا على عبثية السياسة المحلية. وجدة اليوم، بعين كواليس الريف التي لا تنام، كشفت عورة الشركة المفلسة والجماعة المهترئة، لتذكّر الجميع أن الحقيقة لا تُدفن ولا تُختصر، وأن الشارع سيظل دائمًا الحكم الأخير.

11/09/2025

Related Posts