سجّلت مدينة سبتة المحتلة خطوة جديدة في مسارها التعليمي بإعلانها عن إطلاق جوائز التميّز الأكاديمي 2025، وهي مبادرة تمنح للطلبة الجامعيين وطلاب التخصصات الفنية العليا، مكافآت مالية تصل قيمتها الإجمالية إلى 10 آلاف يورو، كتشجيع لهم على التفوق الدراسي والالتزام الأكاديمي.
القرار الذي نُشر في الجريدة الرسمية المحلية (BOCCE) يضع شروطاً دقيقة، أبرزها أن يكون المترشح مسجلاً في إحدى الجامعات الإسبانية أو معاهد التعليم الفني العالي خلال الموسم 2024/2025، وأن يكون مقيماً بصفة دائمة في سبتة. كما حددت اللائحة عتبات نقط مرتفعة للترشح، تصل إلى 9/10 في معظم التخصصات الجامعية، مع استبعاد الدراسات العليا والماستر والدكتوراه من الاستفادة.
وبهذا تسعى سلطات الثغر المحتل إلى تقديم هذه الجوائز على أساس تنافسي، لتتحول إلى آلية رمزية ومادية لتحفيز الطلبة المتميزين وإبراز صورة سبتة كمدينة داعمة للمعرفة والثقافة. غير أن هذا الدعم المالي، الذي يأتي في سياق اجتماعي واقتصادي متأزم داخل المدينة، يُنظر إليه أيضاً كجزء من محاولات إسبانيا تعزيز حضورها الرمزي في سبتة عبر استثمار ورقة التعليم والشباب، في مواجهة عمق الانتماء التاريخي والحضاري للمغرب.
وتبقى هذه المبادرة، في جوهرها، تعبيراً عن اعتراف سلطات الاحتلال بأهمية الاستثمار في العنصر البشري، لكنها في الوقت ذاته تكشف حجم المفارقة بين الخطاب الإسباني الساعي لتلميع صورة سبتة كمدينة أوروبية، وبين واقعها الذي لا ينفصل عن محيطه المغربي المتجذر جغرافياً وثقافياً.
12/09/2025
