في مشهد لا يخلو من الإثارة السياسية واللغة المدوية، فجّر عضو المعارضة بجماعة الناظور، حكيم شملال، قنبلة سياسية من العيار الثقيل، وهو يوجّه نقدًا لاذعًا لتدبير الشأن المحلي والإقليمي، معتبرًا أن ممثلي الإقليم في البرلمان لم يقدّموا شيئًا يذكر، بل اكتفوا بتكرار نفس التجارب الفاشلة التي لا تُنتج سوى الفراغ.
بلغة مباشرة وصادمة، قال شملال: “التجربة التي انتهت إلى لا شيء، إذا أعدناها بنفس الشروط فلن تُنتج إلا لا شيء. الغباء الحقيقي هو أن ننتظر المعجزة من تجربة فاشلة.”
ولم يتوقف شملال عند النقد العام، بل وجّه سهامه بشكل مباشر نحو الأسماء البارزة في المشهد البرلماني المحلي، معتبرًا أن مداخلات محمد أبركان لا تسمن ولا تغني”، وأن محمد الطيبي لا يُرتجى منه أي جديد. أما محمادي توحتوح فـ”يتقن الكلام المنمق وطرح الأسئلة العادية”، فيما حضور رفيق مجعيط في البرلمان “أشبه بخطأ مطبعي لا يزيد المشهد إلا بؤسًا”.
ويؤكد شملال أن ما يُقدّمه هؤلاء النواب في قبة البرلمان مجرد “أسئلة معلّقة في الهواء”، لا تجد جوابًا ولا تترك أثرًا، بل إن أسئلة الشارع والمتظاهرين ومداخلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي تُحدث ضجة أكبر وتحرك المسؤولين أكثر من خطابات النواب. لذلك شدّد على أن مستقبل المنطقة لن يُبنى بالتجارب الفاشلة ولا بالرهان على العدم.
غير أن ما يثير الاستفهام هو أن شملال نفسه اختار منصة صفحته الشخصية على فيسبوك لتفجير كل هذا الغضب، في وقت كان الأجدر به – كفاعل سياسي ومعارض – أن ينظّم لقاءات مفتوحة مع الساكنة، ويتفاعل مع مطالبها ميدانيًا، وأن يدفع بحزبه إلى الخروج من منطقة الظل إلى العلن. فالنقد عبر التدوينات قد يخلق جدلاً، لكنه يظل في النهاية مجرد “كلمات في الهواء”، تمامًا كما وصف أسئلة البرلمانيين الذين هاجمهم.
14/09/2025
