شهد محيط المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير خلال الأيام الأخيرة احتجاجات واسعة، حيث عبّر مئات المواطنين عن استيائهم من تدهور الخدمات الصحية وغياب التجهيزات الضرورية، إضافة إلى الاكتظاظ الكبير داخل قسم المستعجلات وتأخر المواعيد الطبية. المحتجون أكدوا أن الوضع أصبح لا يطاق، إذ يضطر المرضى إلى الانتظار لساعات طويلة دون تلقي الرعاية اللازمة، فيما يلجأ آخرون إلى التنقل خارج المدينة لإجراء فحوصات أو عمليات بسيطة، مطالبين بتدخل عاجل يعيد الاعتبار لحقهم في العلاج.
وفي خضم هذه الأزمة، أوضح مصطفى بودرقة، النائب الأول لرئيس جماعة أكادير، أن المدينة تعيش منذ أربع سنوات دينامية جديدة في إطار برنامج التنمية الحضرية 2020-2024، الذي يهدف إلى تحسين العرض الصحي. وأشار إلى أن الجماعة ساهمت في تعبئة شركاء ماليين لإعادة تأهيل المستشفى الجهوي الحسن الثاني عبر اتفاقية شراكة مع وزارة الصحة وجهة سوس ماسة، بغلاف مالي بلغ 20 مليار سنتيم، خصصت سبعة مليارات منها للتجهيزات الطبية. ولفت إلى أن أشغال التحديث انطلقت بافتتاح قسم المستعجلات الجديد، في انتظار استكمال باقي المشاريع، بالتوازي مع افتتاح المركز الاستشفائي الجامعي لأكادير الذي يرتقب أن يشكل نقلة نوعية في البنية الصحية بالجهة.
من جانبها، أقرت المديرة الجهوية للصحة بجهة سوس ماسة، لمياء الشاكري، بوجود نقائص كبيرة في المستشفى الذي يعود تاريخ إنشائه إلى 1967، مؤكدة أنه لم يعد يقتصر على دوره الجهوي بل تحول إلى مستشفى مرجعي يخدم مناطق واسعة تمتد من سوس ماسة إلى الأقاليم الجنوبية. وكشفت أن قسم المستعجلات استقبل 63 ألف مريض خلال النصف الأول من 2025 بمعدل يومي بين 150 و250 حالة. وبخصوص الوفيات الأخيرة في قسم الولادة، أوضحت أن وزير الصحة كلّف لجنة مركزية متخصصة بدراسة الأسباب واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الاختلالات، على أن يتم إطلاع الرأي العام على نتائج عملها فور اكتماله.
16/09/2025
