kawalisrif@hotmail.com

نتنياهو يعترف بالعزلة الدبلوماسية: إسرائيل تبحث عن مخرج في “سوبر-إسبارطة”

نتنياهو يعترف بالعزلة الدبلوماسية: إسرائيل تبحث عن مخرج في “سوبر-إسبارطة”

في اعتراف غير مسبوق، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده باتت تواجه عزلة دبلوماسية خانقة على الساحة الدولية، واضعًا مستقبل إسرائيل أمام تحديات غير معهودة منذ عقود.

فخلال كلمته في مؤتمر المحاسب العام بالقدس، صرح نتنياهو قائلاً: “هناك محاولة لفرض حصار على إسرائيل من قبل دول مختلفة، وعلى رأسها قطر. إنهم يضخّون أموالاً طائلة في حصار إعلامي وسياسي ضدنا، بمساندة أطراف أخرى مثل الصين.”

في لحظة بدت أقرب إلى خطاب تعبوي، شبّه نتنياهو وضع إسرائيل الحالي بمدينة أثينا من حيث العزلة، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده مطالبة بأن تكون سوبر-إسبارطة، أي دولة محاصرة عسكرياً لكنها قادرة على الصمود عبر تطوير صناعاتها الدفاعية والاعتماد على استقلاليتها في التسلح.

هذه اللغة تكشف عن إدراك عميق للأزمة التي تتخبط فيها تل أبيب، خاصة في ظل تزايد الدعوات الأوروبية لفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل بسبب استمرار حربها على غزة وتداعياتها الإنسانية والسياسية.

في الوقت الذي تحاول فيه حكومة الاحتلال إقناع الرأي العام الداخلي بقدرتها على تجاوز “الحصار السياسي”، تسجّل بورصة تل أبيب تراجعات حادة عقب خطاب نتنياهو، ما يعكس فقدان ثقة المستثمرين في مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي وسط الضغوط المتصاعدة.

كما أن حديث نتنياهو عن “حصار عسكري” محتمل ضد صناعات الأسلحة الإسرائيلية يفضح حجم القلق داخل المؤسسة الأمنية من عزلة قد تضر بأحد أهم مصادر قوة إسرائيل ومداخيلها الإستراتيجية.

تكشف هذه التصريحات هشاشة المشروع الصهيوني رغم محاولاته المستمرة لفرض واقع جديد في المنطقة. فبينما يروّج الاحتلال لنفسه كقوة إقليمية عظمى، يواجه اليوم عزلة دولية متنامية لم تنجح حتى “التحالفات الاستثنائية” مع بعض القوى الغربية في تبديدها.

وإذا كان نتنياهو يحاول الهروب إلى الأمام عبر خطاب “سوبر-إسبارطة”، فإن الواقع يظهر أن إسرائيل تدخل مرحلة حرجة، حيث تتقلص شرعيتها الأخلاقية والسياسية أمام العالم، في وقت تتوسع فيه موجة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

16/09/2025

Related Posts