حزب برلماني برتغالي يقترح الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء لتعزيز العلاقات الثنائية

ناقشت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الجمهورية البرتغالية، أمس الثلاثاء، مشروع قرار تقدّم به حزب “شيغا” اليميني يدعو الحكومة في لشبونة للاعتراف بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، ووقف جميع أشكال الاتصال مع جبهة البوليساريو، ودعوتها إلى إلقاء السلاح والانخراط في مسار تفاوضي سلمي مع الرباط. وجاء في نص مشروع القرار أن الصحراء كانت تحت السيطرة الإسبانية حتى سنة 1975، وأن المغرب يواصل فرض سيادته الفعلية على المنطقة رغم مطالبات الانفصاليين، مع الإشارة إلى موقف البرتغال الغامض الذي يجمع بين تأييد تقرير المصير والمفاوضات مع البوليساريو من جهة، والاعتراف بمقترح الحكم الذاتي المغربي من جهة أخرى.

وأشار نواب حزب “شيغا” في مشروع القرار إلى أن الموقف البرتغالي المزدوج يشكل عائقا أمام تعميق الصداقة التاريخية مع المغرب، مبرزين أن الرباط أبدت استياءها من بعض السياسات البرتغالية السابقة، مثل استثناء المساعدة الإنسانية عقب زلزال سبتمبر 2023. وأوضحوا أن الاعتراف بالصحراء المغربية اكتسب زخماً دولياً خلال السنوات الأخيرة، حيث أقامت جزر القمر قنصلية في العيون عام 2019، وتبعتها الولايات المتحدة في 2020، وإسبانيا في 2022، ثم إسرائيل والمملكة المتحدة لاحقاً، مؤكّدين أن تعزيز العلاقات مع المغرب يعد هدفاً استراتيجياً ودائماً للبرتغال.

وخلال مناقشة القرار، شدد النائب دييغو باتشيكو أموريم على أن الموقف البرتغالي الحالي من النزاع ملتبس، وأن المشروع يهدف إلى حماية مصالح البرتغال وتعزيز شراكتها مع المغرب، فيما من المتوقع أن يُعرض القرار للتصويت في جلسة عامة. ويأتي هذا في وقت تؤكد فيه الحكومة البرتغالية، وفق إعلان مشترك مع المغرب صدر في يوليوز الماضي، دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي كحل بنّاء وموثوق لتسوية قضية الصحراء، مع التأكيد على أهمية السعي إلى حل سياسي عملي ومستدام قائم على التوافق بين الأطراف.