لم يكن معاذ أيّوبي، الشاب المغربي البالغ من العمر 29 عامًا من الدار البيضاء، يتصور أن رحلة قصيرة لمتابعة مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم 2018 بموسكو ستغيّر مجرى حياته بالكامل. هناك التقى بزوجته الروسية المستقبلية، وأسّس معها أسرة صغيرة، قبل أن يتحوّل من طالب جامعي عاشق للتصوير إلى سائق توصيل وطالب فرص عمل خلال جائحة كورونا، حيث شكل شغفه بالكاميرا مصدر رزقه في بداية استقراره بروسيا، ثم أصبح فيما بعد سائق سيارة أجرة، ما مكّنه من الاندماج في المجتمع الروسي وحصوله على الجنسية إلى جانب المغربية.
وفي أغسطس الماضي، قلبت واقعة بسيطة حياته رأسًا على عقب، حين تسلّم طردًا من امرأة مسنّة يحتوي على مبلغ مالي ضخم يناهز أربعين ألف درهم مغربية، مخبأ بعناية داخل كتب وعلب. استشعر أيّوبي خطورة الموقف وحسّ بالريبة من طبيعة الطلب، فاتصل بالشرطة الروسية قبل تسليم الطرد، ليصبح شريكًا في خطة محكمة لرصد شبكة نصب واحتيال محترفة كانت تستهدف السيدة، ما أدى إلى إحباط مخططهم واستعادة الأموال كاملة، ومساعدة السلطات على تفكيك الشبكة ومنع وقوع ضحايا جدد.
سلطت وسائل الإعلام الروسية الضوء على الحادثة، معتبرة أيّوبي نموذجًا حيًا لليقظة والمسؤولية الفردية، وأشاد المسؤولون بتصرفه السريع وحسه الحاد الذي ساعد في حماية مواطنة مسنّة من الوقوع في شباك المحتالين. قصة معاذ تختزل رحلة شاب مغربي بدأ حياته طالبًا جامعيًا في الدار البيضاء، ليصبح في موسكو أبًا وعضوًا فاعلًا في المجتمع، وبطلًا غير متوقع في مواجهة الاحتيال وحماية الضحايا.
20/09/2025