kawalisrif@hotmail.com

مطاردة تتحول إلى مأساة … سقوط قتيل في اصطدام قارب تهريب الحشيش بدورية إسبانية

مطاردة تتحول إلى مأساة … سقوط قتيل في اصطدام قارب تهريب الحشيش بدورية إسبانية

اهتزّت سواحل الجزيرة الخضراء على وقع حادث جديد يُضاف إلى مسلسل المواجهات العنيفة بين الحرس المدني الإسباني وشبكات التهريب، بعدما لقي شخص مصرعه وأصيب آخر بجروح فجر السبت، إثر اصطدام قارب سريع مخصص لتهريب المخدرات، المعروف بـ”ناركو لانشا”، مع زورق دورية تابع للحرس المدني الإسباني يحمل اسم ريو نافيا، بالقرب من شاطئ كالا أرينـا.

وحسب مصادر أمنية إسبانية، فإن الحادث وقع أثناء محاولة قوات الحرس المدني منع المهربين من إنزال عدد كبير من رزم الحشيش على الساحل. وكان القارب يقل عددًا غير محدد من الأشخاص، بينما لا تزال تفاصيل مصير “الناركو لانشا” ومَن كانوا على متنها غامضة. ولم يُسجل إلى حدود الساعة أي توقيف رسمي، فيما خرج عناصر الدورية الإسبانية سالمين من الحادث.

الحادث يعيد إلى الأذهان سلسلة من المواجهات الدامية التي شهدتها السواحل الأندلسية في الأشهر الأخيرة، والتي تكشف حجم المخاطر التي باتت ترافق مطاردات شبكات التهريب البحري:

فبراير 2025: وفاة شاب مغربي (23 سنة) بعدما ألقى بنفسه في البحر هربًا من مطاردة قارب للحرس المدني قرب مصب الوادي الكبير.

فبراير 2025: مقتل مهرب (32 سنة) من مدينة برباطي خلال عملية لمكافحة التهريب في مياه طريفة.

نوفمبر 2024: وفاة شاب (22 سنة) من مدينة لا لينيا بعد اصطدام قاربه مع زورق دورية ريو إيراتي في نهر الوادي الكبير، ما ألحق أضرارًا بالغة بالسفينة الرسمية.

سبتمبر 2024: مصرع شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة في سانلوكار، إثر انقلاب قارب مطارد أثناء محاولة تهريب 121 رزمة من الحشيش.

تكرار هذه الحوادث يُبرز تصاعد خطورة المواجهات البحرية في مضيق جبل طارق ومصب الوادي الكبير، حيث لا يتردد المهربون في المقامرة بأرواحهم وأرواح الآخرين، بينما يواصل الحرس المدني تشديد قبضته على طرق التهريب البحرية.

لكن، وسط هذا التصعيد، يظل السؤال مفتوحًا: هل نحن أمام مجرد صدامات عابرة مع قوارب محمّلة بالحشيش، أم أن المنطقة تحوّلت إلى مسرح لـ”حرب صامتة” فوق مياه المتوسط، حرب لا أحد يعرف كيف ستنتهي…

لقد باتت هذه الأحداث تتجاوز كونها مجرد مطاردات، لتتحوّل إلى مواجهات مفتوحة، حيث تختلط أمواج البحر برائحة الوقود والحشيش والدماء. كل اصطدام، كل انقلاب قارب، وكل جسد يُنتشل من الأعماق، يؤكد أن سواحل الجنوب الإسباني لم تعد تعيش على إيقاع التهريب فحسب، بل على إيقاع حرب تتصاعد فصولها بين الدولة وشبكات لا تعترف إلا بمنطق السرعة والمخاطرة.

ومع كل فجر جديد على مياه الجزيرة الخضراء ومضيق جبل طارق، يظل السؤال معلقًا: هل ستتمكن الدوريات من كبح جماح هذه “الناركو لانشات”، أم أن البحر نفسه سيبقى شاهدًا على معركة بلا نهاية…؟
[

20/09/2025

Related Posts