شهد إقليم تاونات، أمس السبت، موجة احتجاج جديدة انطلقت من المدينة والجماعات المجاورة، فيما أطلق عليه السكان اسم “حراك المستشفيات”، حيث خرجت حشود من مختلف الفئات العمرية في مسيرة حاشدة جددت المطالبة بتحسين الأوضاع الصحية المتدهورة، والتنديد بما يعتبرونه تهميشاً ممنهجاً يطال المنطقة منذ سنوات.
المشاركون في المسيرة رفعوا لافتات وشعارات قوية عبّرت عن استيائهم من غياب التجهيزات الطبية والأطر المتخصصة بالمستشفى الإقليمي، الذي تحوّل، وفق تعبيرهم، إلى مجرد محطة عبور نحو مستشفيات مدينة فاس. وردّد المحتجون شعار: “شكون يداوي هاد الناس.. سير لفاس سير لفاس”، في إشارة إلى المعاناة اليومية للأسر التي تضطر لنقل مرضاها خارج الإقليم.
ولم يقتصر الغضب الشعبي على الوضع الصحي، بل امتد ليشمل الدعوة إلى رحيل عامل الإقليم، حيث رفع المتظاهرون شعارات من قبيل: “ما دار والو.. العامل يمشي بحالو”، متهمين إياه بالعجز عن تدارك التهميش المتراكم، ومشيرين إلى تركيزه على تدشين مصحات خاصة بدل النهوض بالمستشفى العمومي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، في تاونات ومختلف جماعاتها، حيث لا يزال سكان دائرة تيسة يستعدون لاحتجاجات جديدة يوم السبت المقبل.
المطالب لم تتوقف عند حدود الصحة والتنمية والتعليم، بل طالت كذلك حرية التعبير، إذ ندد المحتجون بما وصفوه بـ”التضييق على الأصوات الحرة” واستدعاء بعض النشطاء بسبب دعواتهم إلى الاحتجاج، بدل الانكباب على معالجة الأسباب الحقيقية التي دفعت الساكنة إلى النزول إلى الشارع.
21/09/2025
