في قلب الأقاليم الجنوبية للمغرب، تجسدت روح المواطنة والتشبث بالحقوق العرفية لقبائل أيتوسى في إقليم أسا الزاك، عبر حراك حقوقي مدني وسلمي للدفاع عن أراضيهم في مواجهة محاولات التحفيظ الإدارية التي اعتبرتها القبائل تهديداً لملكياتها التاريخية. فقد نظم أبناء القبائل، بدعم من تنسيقية الأطر القانونية والهندسية والحقوقية، سلسلة من التعرضات والوقفات الميدانية منذ سنة 2022، مستفيدين من خبرات القانونيين والمهندسين والمختصين، لمتابعة قضاياهم وضمان أن تتم معالجة مطالبهم في إطار القانون والمؤسسات الوطنية، بعيداً عن أي محاولات لاستغلال قضيتهم لأغراض سياسية.
وخلال السنوات الماضية، حافظت قبائل أيتوسى على تماسكها وتنظيمها من خلال لجان الأرض والهيئات القبلية، مجددة التعبئة والدفاع عن الأرض عبر اجتماعات ولقاءات مع السلطات المحلية، بالإضافة إلى تقديم شكايات قانونية متكاملة لضمان حقوقها. وقد أثبتت الوقفات السلمية والتعرضات القانونية والزيارات الحقوقية إلى العاصمة، أن الحراك القبلي يسير ضمن سيادة القانون ويهدف إلى الوصول إلى حلول عادلة تحفظ حقوق المواطنين وتدعم التنمية المحلية، دون المساس بوحدة المملكة الترابية أو سيادة الدولة.
وفي مواجهة محاولات استغلال هذا الملف من أطراف انفصالية خارجية، سارعت القبائل ولجانها القانونية إلى إصدار بيانات حاسمة تنفي أي ارتباط بالجهات الانفصالية وتؤكد تمسكها بالوحدة الترابية والدفاع عن أراضيها ضمن المؤسسات المغربية. وأكد القادة الحقوقيون أن هذه الجهود الممنهجة والمدروسة تضع نصب أعينها خدمة الصالح العام، وتعزيز الثقة في مؤسسات الدولة، وتثبيت مبدأ أن حقوق القبائل لا تتعارض مع السيادة الوطنية، مؤكدين على أن أي محاولة إلصاق تهم الانفصال ستواجه بحزم لضمان حماية المواطنة والحقوق المدنية.
22/09/2025
