دفعت جبهة البوليساريو بعدد من مسؤوليها العسكريين للقاء المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، مقدّمتهم بصفة “ممثلي الشباب الصحراوي” خلال زيارته لمخيمات تندوف الأحد الماضي. وجاء هذا التحرك في محاولة من قيادة الجبهة لترويج روايتها حول النزاع القائم، في ظل خشيتها من منح فرصة للشباب الغاضب داخل المخيمات للتعبير عن استيائهم من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية، وكذلك من القيود المفروضة على حرية التعبير والتنقل، إلى جانب الانتهاكات التي يتعرضون لها من طرف قيادة البوليساريو والجيش الجزائري.
وتزامنت زيارة دي ميستورا مع استنفار أمني واسع داخل المخيمات، حيث عززت البوليساريو وجودها الأمني بشكل لافت خشية خروج أصوات معارضة قد تكشف عن الواقع المأساوي الذي يعيشه السكان، وتوجه انتقادات مباشرة للجبهة وللجزائر. ويزداد هذا التوجس مع المقارنة المستمرة بين أوضاع المخيمات المأزومة وظروف العيش في الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث يشهد العالم ببرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستقرة، والتمتع بالحقوق في إطار مناخ ديمقراطي.
وقد تصاعدت في السنوات الأخيرة الأصوات المعارضة داخل المخيمات، إذ لم تعد تخشى المجاهرة بمواقفها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مسلطة الضوء على معاناة استمرت لأكثر من خمسة عقود. كما لجأت هذه الأصوات إلى تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات للتعبير عن غضبها من استمرار المتاجرة بمعاناتها، ما وضع قيادة البوليساريو ومعها الجزائر في مواجهة مباشرة مع واقع لم يعد بالإمكان حجبه.
22/09/2025
