قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، برئاسة القاضي محمد بن معاشو، تأجيل النظر في قضية مواطن بريطاني من أصل جزر الموريس، يواجه اتهامات خطيرة تتعلق بتصوير الأعضاء الجنسية لأطفال قاصرين يمتهنون التسول في أحياء المدينة. وجاء قرار التأجيل إلى جلسة الأسبوع القادم لضمان حضور مترجم معتمد يتولى ترجمة أقوال المتهم أمام المحكمة، تمهيداً لمناقشة هذا الملف الحساس الذي أثار صدمة واسعة في الأوساط المحلية. وتعكس هذه القضية واقعاً مأساوياً يعيشه أطفال الشوارع، حيث يتم استغلالهم بأبشع الطرق تحت ذرائع واهية.
تفاصيل القضية بدأت تتكشف إثر شكوى تقدمت بها سيدتان تمتهنان التسول، أكدتا تعرض ابنتيهما القاصرتين للاستدراج من قبل المتهم الملقب بـ”عاشق”، وهو بريطاني يقيم في لندن وأب لثلاثة أبناء. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها “كواليس الريف”، فقد أفادت إحدى الأمهات أنها التقت المتهم لأول مرة في 19 أبريل 2025 بمحيط باب بوجلود، حيث قدم نفسه كداعم للمحتاجين، وعرض مساعدتها بشراء منزل وتلبية احتياجاتها اليومية. لكنه، بعد تقديم مبلغ مالي زهيد وبطاقة عمل تحمل أرقام هواتف، اختفى ليعاود الظهور لاحقاً، مدعياً رغبته في زيارة منزلها للتحقق من ظروفها الاجتماعية، قبل أن يتوارى مجدداً عن الأنظار.
تصاعدت الأحداث عندما اكتشفت الأم، في 22 أبريل 2025، اختفاء ابنتها “خديجة” (12 عاماً) وابنة سيدة أخرى تمتهن التسول، لتكشف التحريات الأمنية عن استدراج الفتاتين القاصرتين إلى فندق بطريق صفرو. وعثرت الشرطة بحوزة المتهم على صور فوتوغرافية للضحايا، إلى جانب أدلة أخرى تم توثيقها عبر استقراء كاميرات المراقبة وتقرير الخبرة التقنية. ويواجه المتهم تهماً ثقيلة تشمل هتك عرض قاصر بالعنف، التغرير بقاصرين، إنتاج ونشر مواد إباحية تتضمن تصوير أعضاء جنسية لأطفال، والاتجار بالبشر، في قضية أثارت غضباً عارماً وكشفت عن استغلال بشع للفئات الهشة في المجتمع.
