شهد إقليم الناظور خلال الليلة الماضية تعزيزات أمنية ملحوظة، حيث خضع مسافرون قادمون من مدينة الرباط لإجراءات تفتيش متتالية على مستوى ملتقى العروي – أفسو ، عند سد عناصر الدرك الملكي، ثم عند مدخل مدينة العروي من طرف الأمن الوطني. هذه الإجراءات شملت التحقق من هويات جميع ركاب إحدى الحافلات التي كانت تقل نحو خمسين شخصاً.
ورغم أن الرحلة مرّت عبر عدة أقاليم دون عمليات تحقق مماثلة، إلا أن المسافرين فوجئوا بصرامة المراقبة عند دخولهم تراب إقليم الناظور، ما أثار لديهم تساؤلات حول دوافع هذه الإجراءات، وحول ما إذا كان الأمر يدخل في إطار الممارسات العادية المرتبطة بوضع الإقليم الحدودي، أم يرتبط بوجود.شبهة أو مطلوبين .
يُذكر أن الناظور يُعتبر منطقة ذات حساسية خاصة لقربه من مدينة مليلية المحتلة، وما يرتبط بذلك من ظواهر الهجرة غير النظامية والتهريب وبعض الشبكات الإجرامية، وهو ما يجعل السلطات الأمنية تعتمد خططاً وقائية أكثر تشدداً مقارنة بمناطق أخرى.
في المقابل، يرى بعض المراقبين أن تكرار الحواجز الأمنية في مسافة قصيرة قد ينعكس سلباً على صورة الإقليم لدى المواطنين، خاصة إذا تم التعامل معها دون مراعاة لحقهم في التنقل المكفول دستورياً، بينما يعتبر آخرون أن هذه التدابير تظل ضرورية لضمان الأمن والاستقرار.
وبين هذين الطرحين، يظل التحدي المطروح أمام السلطات الأمنية هو تحقيق التوازن بين متطلبات الحماية الأمنية وواجب تسهيل حركة المواطنين في ظروف تحفظ لهم كرامتهم وتضمن في الوقت نفسه سلامتهم.
24/09/2025
