حذّرت مصادر أمنية ودبلوماسية من احتمال استغلال تنظيم الدولة الإسلامية لموجة عودة ملايين الأفغان الذين قضوا سنوات طويلة في باكستان وإيران، حيث عاد منذ يناير نحو 2.6 مليون أفغاني، بينهم من يزور بلادهم للمرة الأولى. وأكد هانز-ياكوب شندلر، المنسق السابق للجنة الأمم المتحدة لمراقبة الجماعات المسلحة، أن التنظيم قد يرى في هؤلاء الوافدين حديثاً جنوداً محتملين، لا سيما مع وجود الفرع المحلي للتنظيم في شرق أفغانستان الذي يواصل تنفيذ هجمات تهدد حكم طالبان واستقرار المنطقة.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن البيئة في أفغانستان تسمح بوجود جماعات إرهابية تشكل خطراً على الأمن الإقليمي، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يضم ألفي مقاتل نفذوا هجمات دامية في روسيا وإيران وباكستان خلال السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، يواجه العائدون تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة تشمل البطالة والفقر والافتقار إلى الخدمات الأساسية، مما يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل الجماعات المسلحة العابرة للحدود، وفق إندريكا راتواتي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد.
ويشير مراقبون دبلوماسيون إلى أن أفغانستان تمثل “قنبلة موقوتة” لأوروبا، إذ رصدت السلطات الروسية وجود 23 ألف مقاتل ينتمون لعشرين منظمة مختلفة، مع تمركز معسكرات تدريب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق وشمال وشمال شرق البلاد. ويؤكد الخبراء أن منع التجنيد يتطلب بناء مستقبل يحفظ كرامة العائدين عبر مساعدات دولية، رغم تراجع التمويل المخصص للإغاثة منذ 2017، مما يزيد من هشاشة الوضع ويضاعف المخاطر الأمنية الإقليمية والدولية.
26/09/2025











