خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي التاسع لحزب العدالة والتنمية بطنجة، أكد عبد الإله بنكيران أن نتائج انتخابات 2021 لم تكن ثمرة تفوق خصوم الحزب أو قوة برامجهم، بل كانت، على حد تعبيره، نتيجة “المكر والخداع والتلاعب”. وشدد على أن ما جرى يفرض وعيًا بخطورة المرحلة، والتمسك بالواجب الوطني في حماية الوطن.
وأضاف بنكيران أن الحزب لا يتنصل من مسؤوليته السياسية، قائلاً: “نحن نتحمل نتائج الانتخابات… أنتم اخترتم التصويت لجهة أخرى، لكننا تعرضنا لحملة إعلامية شرسة، وفي المقابل ارتكبنا نحن أيضًا أخطاء.”
وفي معرض دفاعه عن نزاهته وأسرته، نفى بشكل قاطع ما أسماه بـ”الافتراءات”، مؤكداً: “أقسم بالله، لم آخذ درهماً واحداً من الكنوبس.” كما رد على الشائعات المتعلقة بابنته أو عائلته واصفًا إياها بـ”الأكاذيب”، قبل أن يتحدث بتأثر عن ابنته في وضعية إعاقة، قائلاً: “هذه ابنتي عروس البيت… ضيفة من عند الرحمن، وسأظل بجانبها ما حييت.”
أما عن مدينة طنجة، فقد اعتبرها استثنائية بمكانتها ورمزيتها، قائلاً: “أنتم أهل طنجة، أنتم الأوفياء للغة العربية، للدين الإسلامي، وللوطن… وليس من قبيل الصدفة أن تكون طنجة في طليعة مناصري غزة.” كما استحضر تاريخها العريق وعلاقتها بالحركة الوطنية ومحاولات بناء وحدة المغرب العربي، مؤكداً أن المدينة لطالما كانت حاضنة لمشاريع الإصلاح.
وفي سياق حديثه عن تاريخ المغرب، ذكّر بنكيران بأن المغرب من أقدم الدول في العالم، مضيفاً: “ثلاثة عشر قرنًا من الاستمرارية… لا إسبانيا ولا فرنسا ولا بريطانيا بلغت هذا العمر. أنتم حكمتم الأندلس لثمانية قرون، حيث عاش المسلم والمسيحي واليهودي في سلام وتعايش.”
وتوقف عند تجربته على رأس الحكومة، موضحاً أن صلاحيات الحكم واضحة في المغرب وأن “الملك هو الذي يحكم”، غير أن الحزب ـ كما قال ـ مارس السياسة في حدود الممكن دون المغامرة باستقرار الوطن: “لم نرد أن نسير بالبلاد نحو المجهول، أو أن تعيش ما عاشته ليبيا أو تونس أو مصر.”
وفي ختام حديثه، أشار إلى تقدمه في العمر، مبرزاً أنه بلغ 73 سنة بالتقويم الهجري، لكنه لا يرى خياراً سوى الاستمرار في أداء واجبه: “كان يفترض أن أكون قد تقاعدت، لكنني أعتبر أن مسؤوليتي لم تنته بعد، وسأظل أؤديها حتى يهيئ الله خلفاً يكون أفضل منا.”
28/09/2025