في ظل تزايد الاحتجاجات الاجتماعية على ضعف الخدمات الصحية بالمستشفيات والمراكز العمومية، دعا حزب جبهة القوى الديمقراطية إلى عقد مناظرة وطنية ثالثة حول الصحة، معتبراً أن هذا الإطار يشكل السبيل الأنسب لفتح نقاش مسؤول حول واقع المنظومة الصحية وإرساء ميثاق وطني جديد. وأوضح الأمين العام للحزب، المصطفى بنعلي، أن هناك “مفارقة لافتة” تتمثل في انخراط الدولة في أوراش كبرى كتعزيز التغطية الصحية وإعادة الهيكلة، في مقابل معاناة المواطنين من هشاشة الخدمات وقلة الأطر الطبية.
وأشار بنعلي إلى أن المغرب لم يشهد سوى مناظرتين وطنيتين في تاريخه حول الصحة، الأولى سنة 1959 عقب الاستقلال، والثانية بمراكش سنة 2013 تحت شعار “من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة”. وبعد مرور أكثر من اثني عشر عاماً، يرى الحزب أن الوقت قد حان لتقييم حصيلة الميثاق الوطني للصحة وتحيين أولوياته، خصوصاً مع تزايد الفوارق المجالية في الولوج إلى الخدمات وت concentration الموارد في ثلاث جهات فقط، على الرغم من الدعوات الملكية لتقليص الفوارق وتحقيق العدالة المجالية.
كما أبرز الحزب أهمية هذه المناظرة في مناقشة مواضيع محورية، من بينها تعزيز الأمن الصحي بعد دروس الجائحة، وتطوير التصنيع المحلي في المجال الدوائي والبيوتكنولوجي، وتحفيز البحث والتطوير، فضلاً عن تثمين الموارد البشرية من خلال التخطيط الاستباقي وإعادة توزيع الكفاءات وتحفيزها. ويرى بنعلي أن الهدف هو بلورة رؤية مشتركة لعشر سنوات مقبلة، بمؤشرات دقيقة وخريطة طريق واضحة، بما يضمن شراكة متوازنة بين القطاعين العام والخاص، وتسريع الرقمنة، وبناء نظام صحي حديث وفعّال يرقى إلى تطلعات المواطنين.
29/09/2025
