kawalisrif@hotmail.com

بعد مداخلة الوزير عطاف … السفير هلال يرد ويفضح تناقضات الموقف الجزائري من قضية الصحراء المغربية

بعد مداخلة الوزير عطاف … السفير هلال يرد ويفضح تناقضات الموقف الجزائري من قضية الصحراء المغربية

في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، لم يتأخر السفير المغربي عمر هلال في الرد على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بشأن قضية الصحراء المغربية.

ففي مداخلة اتسمت بالصرامة والهدوء في آن واحد، أوضح هلال أن حديثه ليس للجدال أو الخصام، وإنما لتصحيح “المغالطات” التي وردت في كلمة المسؤول الجزائري.

استهل الدبلوماسي المغربي كلمته بالتذكير بأن المغرب نفسه هو من بادر، قبل 62 سنة، بإدراج قضية الصحراء على جدول أعمال الجمعية العامة، باعتبارها آنذاك قضية تصفية استعمار. وأضاف أن التاريخ “لا يُمحى”، بل يسجل أن المغرب كان وراء هذا المسار منذ استقلاله سنة 1956.

كما لفت الانتباه إلى أن الجزائر تتجاهل عمداً القرار الأممي الذي أخذ علماً باتفاقيات مدريد سنة 1975، والتي أنهت الاستعمار الإسباني للأقاليم الجنوبية. وذكّر بأن الجمعية العامة صادقت في تلك القاعة بالذات على القرار رقم 3458B الذي يعترف بالاتفاقيات.

وبشأن ادعاء الجزائر بأن الملف يتعلق بتصفية استعمار، أكد هلال أن الجزائر تعلم جيداً أن مجلس الأمن يتعامل معه باعتباره قضية سلم وأمن، ويبحثها في إطار التسوية السياسية، وهو ما تجسّد في إنشاء بعثة “المينورسو” سنة 1991، ثم في القرارات المتتالية منذ 2007 التي كرّست جدية ومصداقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

أما عن “الوقائع على الأرض”، فقد شدد الممثل المغربي على أن الحقيقة اليوم هي تنمية شاملة بالأقاليم الجنوبية: استثمارات ضخمة، مشاريع بنية تحتية كبرى، جامعات ومستشفيات، أطول جسر في إفريقيا، ميناء استراتيجي على الأطلسي، ومشاركة فعالة للسكان في الحياة السياسية والاقتصادية. كما أبرز فتح أكثر من 30 قنصلية عامة في العيون والداخلة كدليل عملي على اعتراف دولي واسع بالسيادة المغربية، إلى جانب دعم اقتصادي متزايد من قوى كبرى كأمريكا.

هلال لم يفوّت الفرصة لتسليط الضوء على التناقض الجزائري: “الجزائر تزعم أنها ليست طرفاً في النزاع، لكنها تفرض شروطاً على الحل. فإذا لم تكن طرفاً، بأي صفة تتحدث وتضع الشروط؟” متسائلاً.

وفي ختام مداخلته، ذكّر السفير المغربي بأن أكثر من 120 دولة تدعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الواقعي، فيما عشرات البلدان الأخرى تعترف صراحة بمغربية الصحراء. واقتبس من الخطاب الملكي الأخير للملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، الذي أكد فيه على تمسك المغرب بروح الحوار وإيجاد حل توافقي “لا غالب فيه ولا مغلوب”، بما يحفظ كرامة جميع الأطراف.

30/09/2025

Related Posts